رمزي السالم
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
تتعدد جبهات الصراع في الأزمة السورية: بين عسكرية، و سياسية دبلوماسية، وإعلامية دعائية، وتتعدد المحاور والتكتلات: ودولية، وإقليمية، ومحلية، وتتعدد القوى: أحزاب جيوش، وميليشيات، كتائب وألوية، مذاهب، طوائف، قوميات... مؤتمر هنا وآخر هناك، تصريح يتبع تصريح، ما أن يخرس أحدهم، حتى ينطق الآخر، لم يبق أحد من الساسة والدبلوماسيين السابقين واللاحقين ولم يدلِ بدلوه: حتى يبدو للمراقب أحياناً أنه يستمع إلى مهرجين.
كثيرة هي الاستدارات التي حصلت فيما يتعلق بالمواقف من الأزمة السورية، وتحديداً من موضوعة الحل السياسي.
اللحظة السياسية الراهنة كردياً تقول:- حرب مفتوحة على حزب العمال الكردستاني في تركيا.
يدور نقاش بين الرفاق عن بنية الحزب المنشود للقيام بالدور الوظيفي، ومما لاشك فيه أن هذه البنية هي بنية متكاملة فكرية وسياسية وتنظيمية، وإذا كان المستوى الفكري المتطور الذي يجيب على أسئلة العصر ضرورة، وإذا كانت الرؤية السياسية المتطورة هي الأخرى ضرورة تتكامل مع الأولى وتستنبط منها، فإن بنية تنظيمية متوافقة مع كل ذلك شرط لا غنى عنه، لأن التنظيم هو أداة تطبيق الفكر والسياسة على الواقع الملموس. والسؤال هو عن كيفية إيجاد تلك البنية التنظيمية العصرية التي تأخذ الواقع الملموس بكل تفاصيله بعين الاعتبار؟
واكبت وسائل الإعلام الحدث التركي من خلال العديد من القراءات، السطحية، والمضللة، والمشوهة، غطت من خلالها كعادتها، على ما هو جوهري وعميق، في محاولة الانقلاب التي جرت في هذه الدولة، ومعناه، ودلالاته، حيث بات يتوقف، الآن وإلى حد ما، اتجاه سير عموم الوضع الإقليمي على اتجاه تطور الأحداث في تركيا، وعلاقة ذلك بالتوازن الدولي، بما يعنيه هذا الأخير في الإسهام بتحديد اتجاه تطور الأحداث عالمياً.
تتضح يوماً بعد يوم الخلافات بين المراكز الرأسمالية الغربية حول العديد من الملفات الاقتصادية، والسياسية، والعسكرية، والتي تعكس في العمق تضارب المصالح، بين البورجوازيات الغربية، المهيمنة على الاقتصاد والقرار السياسي، والعسكري...
على طريقة صناعة النجوم الفنية في السينما الأمريكية تماماً، يصعد بين الفترة والأخرى نجم تشكيل عسكري في الميدان السوري. كانت البداية مع «الجيش الحر»، الذي تحول إلى مفرخة لولادة كتائب وفصائل وألوية وسرايا، تعددت تسمياتها، وولاءاتها، وتوجهاتها، بين قوى إقليمية، ودولية، مع امتدادات محلية بمستويات متعددة.
ما إن يحدث تفجير في منطقة ما من مناطق البلاد، حتى يسارع كل طرف من أطراف الصراع الميداني، إلى اتهام الطرف الاخر، وتجريمه وتحميله وزر الدماء السورية النازفة. وفي غمرة الندب والردح والتخوين والاتهام المتبادل على شاشات التلفزة ووسائل الإعلام، يتناسى ويتجاهل الطرفان الأمر الأكثر أهمية، ألا وهو كيفية ايقاف طاحونة الدم الدائرة على الأرض السورية؟
جريمة سياسية وليست جنائية:
في ظل المخاض العالمي الراهن، تمر منطقة شرق المتوسط، بظرف استثنائي، يفتح الباب على احتمالات عديدة. وفي هذا السياق من الطبيعي أن تتعدد الرؤى والمواقف والآراء حول شكل التطور اللاحق، لبلدان وشعوب المنطقة.
رأسمالية مأزومة، وأنظمة تابعة، وحركة سياسية بائسة، وشعوب ثائرة.