رمزي السالم
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
إحدى السمات الأبرز في الخطاب الدعائي السائد في عالمنا اليوم هي غياب المعايير، وإطلاق الأحكام دون أدنى جهد عقلي في التحليل والتركيب أو البحث والتقصي. يمكن أن يُقال أي شيء، عن أي جهة، وبأي أسلوب، دون حرج أو شعور بالمسؤولية. والأسوأ من ذلك أن هذا الخطاب يُردَّد كما لو كان وحياً منزلاً، حتى نجد أنفسنا مع كل حدث نتعثر بتلال من «القمامة الدعائية» التي تلوّث الوعي الاجتماعي، وترسخ البلاهة، فيصبح أي «صانع محتوى» يُخاطب الغرائز أكثر متابعةً و(تأثيراً) من أرسطو وكانط وأفلاطون وماركس. ويتجرأ كل منتحل للثورية على منازلة سبارتاكوس وروبسبير وتشي غيفارا. ومن أكثر أدوات هذه التفاهة نجاعة هو تصدير المشكلات إلى الرأي العام باعتبارها مجرد تناقضات ثقافية، وكأن المسألة محصورة بين جماعات «متحضّرة» وأخرى «متخلّفة»، هكذا ببساطة
دم على عتبة (بيت الله) من القاتل، وكيف (نثأر)؟
ربما لا يوجد ما هو أكثر تراجيدية من أن تُرتكب مجزرة بحق رجال ونساء وأطفال يؤدّون الصلاة من أجل السلام، داخل دار عبادة تحمل اسم قديس، وباسم الله.
أمام هذا المشهد، تبدو اللغة خرساء، عاجزة عن التعبير عمّا يختلج النفس. هنا، ينبغي للعقل أن يتكلّم، الجانب العاطفي والانفعالي على مشروعيته، وحدها لا يرتقي إلى مستوى المأساة.
مما بقي في الذاكرة من الحكايات: أن أحد الخلفاء أرسل موفدين منه إلى الأمصار لاستطلاع أحوال الرعية. وكان نصيب اثنين منهم أن تكون وجهتهما ولاية واحدة. وبعد عودتهما، استقبلهما الخليفة كلّاً على حدة ليسمع إفاداتهما.
ينبغي ألا يتحوّل شعار «تحرير سورية» من السلطة الساقطة إلى ستارٍ لاحتلال جديد، معلنٍ أو مستترٍ، مباشرٍ أو غير مباشر، عبر صفقات واتفاقات دولية– إقليمية تُكبّل البلاد، وتمنع تطورها الحر، وتضيف أعباءً جديدة على السوريين، مُفرّطة بكل التضحيات التي قدّمها السوريون لعقود، ومنتزعة من سورية أهم ما تمتلكه من مزايا استراتيجية...
ينطوي مفهوم السلطة في العالم المعاصر على أكثر من معنى، وتتعدد دلالاته:
السلطة المادية، وهي سلطة الدولة التقليدية، تعمل على التدجين وإعطاب العقل، وتبليد الحس الإنساني، من خلال أدواتها من أجهزة قمع ومؤسسات رسمية بيروقراطية، تأتمر مباشرة من قبل السلطة السياسية.
اللحظة السياسية السورية الراهنة حبلى بالمفاجآت، كما تؤكد معظم المؤشرات، من تصريحات مختلفة ولقاءات وحراك سياسي ودبلوماسي، منذ لقاء بوتين– بايدن. وما يعزز هذه القناعة هو أن كل عناصر الواقع القائم، الدولية منها، والإقليمية والمحلية، باتت منهكة، ومثقلة بأحمال لم تعد تقوى على حملها... بعبارة أدق فإنّ سورية أمام واقع جديد بغض النظر عن الشكل الذي سيكون عليه.
منذ تفجر الأزمة السورية عام 2011 يتجدد بين الفينة والأخرى الترويج لنموذج ديمقراطية المكونات- ويقصد بها تقاسم السلطة بين البنى الطائفية والقومية والدينية السورية- ويأتي طرح هذا النموذج في إطار البحث عن نظام سياسي جديد، وتتعدد صيغ طرحه بين الواضحة في بعض الأحيان، ومضمرة تحت مسميات مختلفة في أحيان اخرى.
عودة اللاجئين السوريين... واحدة من العناوين الأساسية التي انتقلت إلى الواجهة منذ صيف العام 2018، بعد أن أعلنت روسيا مبادرتها لإعادة حوالي 1,5 مليون لاجئ أبدوا رغبتهم بالعودة من الإقليم على الأقل. وبالطبع على الضد من الموقف الروسي، هنالك الموقف الغربي، الذي وكما في إعادة الإعمار... يضع محدداتٍ وشروطاً لانخراطه وموافقته على عملية إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم!
انسحب الرئيس الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني، ومع هذا فإن أصواتاً قليلة وغير محورية في الداخل الأمريكي عارضت هذا القرار. حتى يبدو أن التصعيد مع إيران، هو واحد من الملفات القليلة التي يجتمع عليها طرفا الانقسام العميق الأمريكي. فلماذا ترتأي النخب الأمريكية أن على إدارة ترامب أن تعادي إيران إلى هذا الحد؟
يعتبر ميزان القوى الدولي الجديد، بداية تحول نوعي عالمي، فهو لا يخص العلاقات بين مجموعة الدول الكبرى فحسب، ولا يتوقف عند حدود العلاقات الدولية فقط، بل يترك خلال تطوره تأثيره الملموس داخل كل بلد على حدة، وعلى مختلف الطبقات والشرائح الاجتماعية، المستغِلة منها والمستغَلة، وذلك حسب خصائص كل بلد ومستوى تطوره التاريخي.