مرة أخرى: حول 2254 والإرادة الوطنية السورية!
استعرضت افتتاحية قاسيون في عددها الماضي، والمعنونة: «كيف وبمَ يبدأ الحوار الجدي؟»، مجموعة بنود أساسية ضمن القرار 2254، تشكل مواد ومواضيع وجدول أعمال الحوار الوطني السوري- السوري المطلوب.
استعرضت افتتاحية قاسيون في عددها الماضي، والمعنونة: «كيف وبمَ يبدأ الحوار الجدي؟»، مجموعة بنود أساسية ضمن القرار 2254، تشكل مواد ومواضيع وجدول أعمال الحوار الوطني السوري- السوري المطلوب.
تزامن خلال الشهر الماضي، على مستوى «النخب السياسية» في سورية، حدثان «ديمقراطيان»، يحملان إشارات واضحة ودلائل عميقة عن مدى الابتعاد والغربة بين تلك «النخب» وبين عموم السوريين، على اختلاف اصطفافاتهم.
ما زالت ردود الأفعال الرسمية حول حادث اغتيال الشهيد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، محدودة وضيقة، وكان ذلك بقرار من حكومة الكيان، كما ورد في مقالة نشرتها «إسرائيل هيوم» في 31 تموز، والتي وفقها: «وجه مكتب رئيس الوزراء بعدم التعليق على اغتيال إسماعيل هنية... وبعث رئيس الجمعية الوطنية تساحي هنغبي برسائل إلى الوزراء قال فيها: «إن رئيس الوزراء يرغب في تجنب التطرق إلى هذه القضية». حتى أن سكرتير مجلس الوزراء يوسي فوكس اتصل هاتفياً ببعض الوزراء». ووفق المقالة، «ما أدى إلى هذه الدعوات والرسائل هو احتفالات بعض الوزراء على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتب وزير الاتصالات شلومو قرائي على حساب إكس: «نعم، سيهلك كل أعدائك يا رب» ... ونشر وزير الإعلام والشتات «الإسرائيلي» عميشاي شيكلي صورة لهنية وهو ينادي «الموت لإسرائيل» على تويتر، ورد عليها: «احذر مما تتمنى». ووفق المقالة، كتب وزير التراث عميحاي إلياهو: «هذه هي الطريقة الصحيحة لتطهير العالم من هذه القذارة. لا مزيد من اتفاقيات «السلام»/الاستسلام الوهمية، ولا مزيد من الرحمة تجاه هؤلاء البشر. إن اليد الحديدية التي تضربهم هي التي ستجلب السلام، وقليلاً من الراحة وتعزز قدرتنا على العيش في سلام مع أولئك الذين يرغبون في السلام. إن موت هنية يجعل العالم أفضل قليلاً».
تجري يوم غدٍ الإثنين، 15 تموز، انتخابات جديدة لمجلس الشعب السوري. وتحوز هذه الانتخابات، أسوةً بانتخابات عديدة جرت في سورية خلال الأزمة وحتى قبلها، بقدرٍ متواضع من الاهتمام الإعلامي، ناهيك عن الاهتمام الشعبي المنخفض تجاهها.
يتواصل الحديث عن احتمالية شنّ الكيان حرباً شاملة على لبنان، وتواصل جهات مختلفة التهويل على لبنان واللبنانيين وعلى كل شعوب المنطقة، مستخدمةً ما أسمته قاسيون في افتتاحية عددها الماضي «الردع الإعلامي» بديلاً عن «الردع العسكري» الذي تهتك بشكلٍ متصاعد منذ 7 أكتوبر وحتى الآن.
ما يجري هذه الأيام من دفعٍ باتجاه تسوية سورية تركية، وبجهود روسية إيرانية ضمن مسار أستانا بالدرجة الأولى، ليس أول موجةٍ بهذا الاتجاه؛ فقد سبق ذلك موجة استمرت منذ إعلان وزير الخارجية الإيراني الراحل حسين أمير عبد اللهيان مطلع تموز 2022 عن رغبة إيران في حل «سوء الفهم» بين سورية وتركيا، وصولاً إلى جملة اللقاءات الثلاثية والرباعية على مستوى الدفاع والخارجية، التي جرت في موسكو حتى أواسط 2023.
يتصدر مصطلح «التعافي المبكر» قائمة (الموضات) المتداولة ضمن منظمات المجتمع المدني العاملة بالشأن السوري هذه الأيام؛ وقد تم التعبير عن ذلك بشكلٍ واضحٍ خلال فعاليات مؤتمر بروكسل الدولي بنسخته الثامنة، والتي ما تزال مستمرة حتى الآن وتنتهي بالاجتماع الوزاري الذي سيجري نهاية الشهر الحالي.
انتهت القمة العربية بدورتها الثالثة والثلاثين في العاصمة البحرينية المنامة، يوم الخميس الماضي 16 أيار، وتضمن بيانها الختامي نقطة تخص الوضع السوري.
تزداد خلال الأشهر الأخيرة، نوعية وحجم التضييقات التي تحاصر اللاجئين السوريين في دول الجوار السوري؛ من تركيا إلى لبنان إلى الأردن إلى العراق.
خلال الأسبوعين الماضيين، وعلى المستوى الإعلامي بالدرجة الأولى، جرت عملية رفعٍ لحرارة الجنوب السوري، وخاصة في السويداء وحولها.