عرض العناصر حسب علامة : افتتاحية قاسيون

معالم فرز جديدة

تزداد المؤشرات الإيجابية المتعلقة بالجولة الثانية من لقاء موسكو التشاوري مع اقتراب موعده في السادس من نيسان المقبل. يبدو ذلك واضحاً في المواقف المعلنة للعديد من القوى الداخلية السورية، إضافة إلى مسائل توسيع الطيف المشارك، والحديث عن جدول أعمال، ومشاركة دولية. كل هذه الأمور تؤكد أنّ الجولة الثانية ستحمل معها تقدماً إضافياً ضمن مسار الحل السياسي للأزمة السورية وصولاً إلى «جنيف-3».

اجتماع موسكو الثاني.. خطوة إلى الأمام

يعقد اجتماع موسكو بجولته الثانية خلال الأسابيع القليلة القادمة، ليشكل متابعة لما بدأه ضمن عملية إصلاح «مؤسسة جنيف» تمهيداً لعقد «جنيف-3». ورغم أنّ الوقت قد يبدو مبكراً لإصدار حكم حول ما ستنتجه الجولة الثانية، إلّا أنّ جملة من المؤشرات والوقائع تدفع نحو الاعتقاد بأنها ستكون أكثر نجاحاً وفاعلية من الأولى. ومن بين هذه المؤشرات ما يلي:

«موسكو ـ جنيف» مسار ملزم..!

تجري هذه الأيام تحضيرات الجولة الثانية من اجتماع موسكو الذي سيعقد في نيسان المقبل على ما تقول المصادر المختلفة الرسمية وغير الرسمية. وفي الأثناء تتصاعد محاولات عرقلته أو تخفيض وزنه أو حتى تأجيله إن أمكن، من الأطراف ذاتها التي اشتغلت ضد الجولة الأولى منه، وبالوسائل ذاتها تقريباً مضافاً إليها بعض التنقيحات والتعديلات الشكلية..

التغيرات الإقليمية والحلول السياسية

تشهد الساحات الإقليمية المختلفة تسارعاً متزايداً في تعبيرها عن التوازن الدولي الجديد. ويظهر التغير في موقف فرنسا من المسألة الأوكرانية عبر «رباعية النورماندي» بوصفه جزءاً من المشهد الإقليمي الأوروبي المتغير، الموقف الذي يظهر استقلالاً نسبياً لباريس عن السياسة الأمريكية في أوكرانيا، وإن كان ذلك الاستقلال لم يصل حد التعبير عن نفسه على المستوى الدولي وفي جميع الملفات حتى اللحظة ولكنّه خطوة هامة على الطريق، يلي ما سبق لألمانيا أن أبدته في الإطار ذاته من استقلال نسبي أعلى من جارتها الأوربية، عن سياسات "العم سام".

التدخلات الخارجية والحل السياسي

برز التدخل الخارجي بوصفه ملفاً أساسياً من ملفات الأزمة السورية منذ انفجارها في عام 2011، على الرغم من أنّ هذا التدخل كان قد بدأ قبل ذلك بسنوات عديدة. وقد كانت السمة الأساسية للتدخلات الخارجية المتنوعة والمتعددة هي التصاعد المستمر، بحيث يضاف كل مستوى نوعي جديد من التدخل إلى المستويات السابقة التي لا تتوقف بدورها.

الإرهاب الاقتصادي- الاجتماعي

يتابع الخط البياني لقيمة الليرة السورية «أحد مظاهر السيادة الوطنية» السير ضمن ميله العام المنحدر، موسعاً من دائرة ضحايا الأزمة السورية. أكثر الإحصاءات تفاؤلاً تحدثت قبل أكثر من سنة عن تراجع الناتج الإجمالي المحلي إلى نصف ما كان عليه قبل الأزمة، وصمتت..! ووضع هذا الناتج الآن أسوأ بكثير مما كان عليه حينها، مضافاً إليه بضعة عناوين لا أكثر:

مصدر الثقة بدور روسيا- بريكس

مع بروز الدور الذي تلعبه روسيا ومعها دول مجموعة بريكس على اللوحة العالمية يطرح مختلف المراقبين والمحللين والقوى السياسية المتعددة، بحسن نية أم بسوئها، سؤالاً عن مصدر الثقة والتفاؤل بدور القوى الصاعدة دولياً خلف القاطرة الروسية في تغيير ميزان القوى الدولي السابق- أحادي القطب، وتكريس البديل التعددي عنه.

«اجتماع موسكو».. نقطة انعطاف!

اختتم اجتماع موسكو التشاوري جولته الأولى يوم الخميس الماضي على أن تعقد الجولة الثانية خلال وقت قريب بحضور السيد ديمستورا وبوجود جدول أعمال واضح، لتكون تلك جولة تحضيرية ما قبل الذهاب إلى «جنيف-3». وبذلك يكون «منتدى موسكو» قد تحول فعلياً إلى نقطة انعطاف جدية ولا رجعة عنها ضمن مسار حل الأزمة السورية، يثبت ذلك جملة النتائج الجوهرية التي وصل إليها هذا المنتدى بعيداً عن المهاترات الإعلامية التي حاولت تعطيل اللقاء وإفشاله بطاقتها الكاملة، وتحاول اليوم تحوير نتائجه، وستبقى تحاول.

«موسكو» من الاستقطاب إلى الفرز

لم يبدأ اجتماع موسكو التشاوري بعد، والذي يمثل بذاته تمظهراً لتطور مستوى الفرز الجاري على المستويات الدولية والإقليمية والمحلية، ومع ذلك فإنّ نتائجه الأولى قد بدأت بالظهور متمثلة بملامح انقسام علني لائتلاف الدوحة بين مؤيد للحضور ورافض له، أي أنه عملياً انقسام بين الرافضين المنتمين إلى «الإخوان المسلمين» وحلفائهم المقربين من جهة، وبين الآخرين ضمن الائتلاف من الجهة الأخرى، دون أن يعني ذلك تمايزاً أو تمييزاً بين "أشرار وأخيار"، ولكن الأمر يحمل من المعنى والدلالات الكثير: