عرض العناصر حسب علامة : سورية

رحيل مباغت

جاء إلى الحياة كالشهاب، ولكنه لم يختف، ذلك أن ضياءه مازال وسيبقى في قلوب محبيه، جاء للحياة ليغيرها لذا شارك في النضال مبكرا كي يصبح الوطن أكثر جمالا وكما عاش دائما بصمت وهدوء ، مات كمال مراد الصحفي الخمسيني الشاب في هدوء ،مات وهو نائم من دون أن يصرخ، بل ربما مات مبتسما بدأ حياته مناضلا طلابيا ثوريا استوعب النتاجات الثقافية لعصره من مختلف الآداب وعرف كيف يمزج ذلك في كتاباته بأسلوب أدبي ساخر .

دمعة على كمال مراد (أبي بحر)

جاءتني نسخ جديدة من ديوان الشاعر الفيتنامي (توهو)، واتصلت بأبي بحر لأعطيه عدة نسخ يوزعها مجاناً على أصدقائنا في (قاسيون)، أجابني الهاتف فسألت: أين أبو بحر؟

كمال مراد وداعاً...!

ما إن هممت بالحديث عن – كمال مراد- الشيوعي المبدئي، وصاحب الموقف – محاولاً اختصار سيرة هذا الرفيق في مقال سريع ، بدلاً عن دمعة أذرفها ، وجدت أنني غير قادر على ذلك، لأنّ علاقتي بأبي مفيد – تعود إلى بداية تفرّغه في جريدة – نضال الشعب - منذ حوالي خمسة عشر عاماً ، حينما كان أحد كتّاب هذه الجريدة ،والتي كان يرأس تحريرهاالرفيق د. قدري جميل .

كان أبو بحر صديقي وأخي ورفيقي...

ماذا أحدث عنك بعد هذه السنوات... وماذا أتذكر.. المرحلة الثانوية وتفوقك خاصة في مادة الفلسفة التي طالما أثرت بمواضيعك ونقاشاتك إعجاب زملائك وأستاذ المادة؟ اتحاد الشباب الديمقراطي وعملك المتفاني والمثالي بين الشباب لتجعل منهم نموذجاً للمناضلين وبناة لهذا الوطن... عملك الحزبي الذي أصبح محور حياتك لبناء مجتمع العدالة والمساواة..

إلى الرفيق كمال مراد

سلس أنت كماء الفرات، معطاء ككروم السويداء، خصبٌ كأرض بلادي، رائعٌ كطفل في خطوته الأولى وجميلٌ كجلنار رمان البوكمال، شامخٌ كنخيل دجلة والفرات كعنقود تمر يتدلى من أمه يلامس وجه الأرض.

في صفحة الأحياء

لست أرثي بأدمعٍ وبكاءِ

خير ماضٍ بنورهِ اللألاءِ

كمال مراد.. تصبح على وطن!

الشاعر.. الرسام.. المصمم.. المصور.. المحرر.. الصحفي.. المحلل السياسي.. الكادر الحزبي والشبابي.. العاشق.. المبدع.. المتمرد.. صفات وإمكانيات اجتمعت كلها لتصنع من أبي بحر، الشيوعي الإنسان المكافح.

دمتم بخير برافو (14آذار) قريباً مجلس الأمن سيأمرنا بأكل (الهمبرغر)!؟!!

بالأمس القريب احتار مذيع محطة الـ LBC في برنامج "نهاركم سعيد" كيف يقنع ضيفه من التيار الوطني الحر النائب سليم عون بأنهم "أخطؤوا ويخطئون حين يستبعدون مسؤولية سورية عن توتير الأوضاع اللبنانية"!!

بل وكاد المذيع يعلنها صراحة وباستهزاء واحتقان، حين رد النائب عليه بأن السوريين قد "فلّو، وانتهى الأمر!!".

وداعاً أبا بحر... ستبقى في قلوبنا

لم يكن يوم الإثنين الواقع في 5/9/2005 يوماً عادياً في حياة « صحيفة قاسيون » وحياة الرفاق الشيوعيين وأصدقائهم في عموم الوطن.... كان يوماً خريفياً رمادياً سقطت فيه ورقة خضراء يانعة قبل اكتمال الحلم وارتحال الطيور المهاجرة...