عودة شهريار... والأربعين حرامي
من منا لم يسمع بشهرزاد... ومن منا لم تجذبه حكاياها؟!
من منا لم يتطلع إلى حلمها بالنجاة... وعدم يأسها من الخلاص؟!
هذا الحلم الذي امتد ألف ليلة... وليلة.
وشهريار المتشوق للدماء وللحكايات لم ينس.. ولم يتخل عن شهوته... المغريات كثيرة... والنمط الاستهلاكي يطغى... وتنتشر على طريقة الكاوبوي الأمريكي.. وشايلوك اليهودي، بل فاق مصاصي الدماء في الأساطير... وأصبح أكثر من حقيقة على رأي البعض وأخذوا يمارسون العهر السياسي ويروجون له.
الفقر والبطالة والتهميش... دافع لكثير من الشباب للبحث عن أقصر الطرق وأسرعها للحصول على موبايل.. سيارة.. فيلا. القيم الاجتماعية والأخلاقية تنهار، والفساد والنهب من الكبار أباح للصغار فعل ما يريدون.
علي بابا المسكين.. ظن أنه اغتنى حين حصل على جزء من ثروة الأربعين.. وفاته أن العدد أصبح ستين.. تسعين أرجو المعذرة لصعوبة إحصاء العدد.. وأن هناك الكثير من الشطار والعيارين.
سرقة المال العام مباحة بالملايين.. وهدر المال العام منثور في كل الميادين... المواطن مستباح.. وكذلك القوانين.
سائق يخطف ياسمينتين(1) صغيرتين في غفلة منك يا علاء الدين وبعد أن يعتدي عليهما يقوم بذبحهما.
مهندس زراعي (2) مغترب يقتل على الكورنيش في مكان مهرجان «التسوق».
مواطن فقير يهدم بيته في ليلة ليست من مسلسل ليالي الصالحية(3)، وزوجته تلثم الأقدام.. وأعين الحراس لا تنام؟
«نصاب»(4) يتهم البعض بتهم سياسية... لينجو بفعلته فهل ينفع الاعتذار؟
أين أنت يا شهرزاد... الألف ليلة وليلة لم تنته..
أين أنت يا سندباد.. البحر متلاطم الأمواج.
فهل ستجد لك جزيرة تلجأ إليها... وطائر العنقاء يحوم حول البلاد؟!
علاء الدين افرك المصباح لعل ماردك الجبار يخرج من قمقمه.. ويجابه مارد الخصخصة... ويسمح بقبول الفقراء في الجامعات.. ويقول لها:
«افتح يا سمسم»
لتختم لنا حكايا اليوم... أين أنت يا رفيق كمال مراد؟
نفتقدك لتقول لنا تصبحون على وطن.
الهوامش:
-1 «ياسمينتين» شابتين صغيرتين جرى الاعتداء عليهما وقتلهما.
-2 المهندس الزراعي ماهر منديل قتل في كورنيش دير الزور.
-3 «الصالحية» حي من أحياء مدينة دير الزور يقع في حزام الفقر.
-4 «النصاب» أحد الرجال عليه ديون وحالات نصب كثيرة... اتهم بعض الأشخاص الذين يطالبون بما عليه بأنهم «جند الشام» ويخططون لأعمال إرهابية.