صباح الموسوي
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
يتصاعد يوما بعد يوم صراع القوى الطائفية والعرقية الحاكمة الفاسدة، تصاعداً عكسياً مع العد التنازلي لموعد انتخابات 30 نيسان 2014، وتتمزق خارطة التحالفات الداخلية لهذه القوى، مع ارتباك واضح في خطابها الطائفي الاثني المفلس، حداً اضطرت فيه المرجعيات الدينية، إعلان النأي بنفسها عن كل هذه القوى التي تاجرت باسمها وحصلت على غطائها الديني في الانتخابات السابقة
لم تعد القوى الطبقية الحاكمة قادرة على مواصلة سيطرتها ونهجها من خلال الاستمرار في ترويج الخطاب الطائفي، فعمدت خلال السنوات الأخيرة إلى ارتداء القناع الوطني، واهمة في إمكانية خداع الجماهير الرافضة لخطاب التبعية والتقسيم
قالت صحيفة «نيزافيسمايا جازيتا» الروسية: «إن أردوغان يزرع الانشقاق في العراق بسبب اتفاقه مع قيادة إقليم كردستان العراق على تصدير النفط عبر تركيا». هذا الدور التركي المستند إلى رؤية «كيسنجر» حينما قال بشأن تقسيم المنطقة: «علينا خلق إمارة أمام كل بئر نفط» القول الذي يلخص جوهر الاستراتيجية الامبريالية الأمريكية، ومشاريعها التقسيمية المحفوظة في الأدراج.
شهد الوضع السياسي العراقي، في الفترة الأخيرة، تطورات خطيرة، أولها اغتيال قائد حرس الرئيس، في وضح النهار وسط مدينة السليمانية، في إطار الصراع الدائر داخل حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» على الخلافة والأموال من جهة، ومحاولة الحزب الديمقراطي بالاستحواذ على ما تبقى من نفوذ هذا الحزب له في مواجهة المعارضة الكردية ممثلة بـ«كتلة التغيير» وحلفائها، من جهة أخرى.
تتداول أوساط المعارضة الكردية (كتلة التغيير وحلفاؤها) فكرة فصل مدينة «السليمانية» العراقية عن «إقليم كردستان»، مما استدعى تهديداً من مسعود البارزاني الذي اعتبر أن «المساس بحدود الإقليم خط أحمر». وباستثناء فيدرالية إقليم شمال العراق، فشلت قوى الطائفية الرجعية في إقامة فيدرالياتها التفتيتية وسط وجنوب وغرب العراق. كما روجت، ولا تزال تروج، للفكرة غير الوطنية القائلة بأن الفيدرالية هي شكل الحكم العادل في العراق، والوصفة السحرية للخلاص من الإرهاب والفساد.
في طريقه إلى واشنطن، صرّح نوري المالكي أن أحد أسباب زيارته هو طلب مساعدة أمريكا، لمكافحة الإرهاب، وهو ما أكّده في محادثاته مع «جوزيف بايدين»، عرَّاب مشروع تقسيم العراق، وما «كتبه» في صحيفة «نيويورك تايمز»، في سياق تفعيل اتفاقية «الإطار الاستراتيجي»، الموقعة بين المحتل الأمريكي وحكومة المحاصصة الطائفية الفاسدة في عام 2008. وقبل ذلك كان قد مهد لعرض طلبه هذا، صارخاً إنها «حرب إبادة»، وهو قول حق يراد به باطل.
تتواصل مجزرة الشعب العراقي اليومية والمكشوفة دون رادع، كما تتصاعد عمليات الاغتيال المنظمة وقتل النساء بكل الأساليب القذرة، بالذبح واقتحام البيوت وكاتم الصوت، ناهيكم عن قمع الاصوات المحتجة.
روج مجلس الحكم سيئ الصيت غداة احتلال العراق، لولادة شرق أوسط جديد يشكل العراق قلبه ومفتاحه نحو نهضة اقتصادية - سياسية عنوانها الديمقراطية الأمريكية المعلبة المستوردة على ظهر دبابات الاحتلال.
تتوجه القوى السياسية العراقية نحو خوض انتخابات 30 نيسان 2014،إذ يجري تمزق للكتل الطائفية الاثنية المهيمنة على السلطة نتيجة تماسك النسيج الاجتماعي الوطني العراقي وإفلاس نظامها المحاصصاتي الفاسد من جهة، وتشكل كتل سياسية وطنية وديمقراطية جديدة عابرة للطائفية والاثنية والعشائرية والمناطقية، تعلن حلولها الخاصة لإنقاذ المجتمع من أزمته المستعصية الشاملة من جهة أخرى.
يشهد العراق حالة انهيار أمني واقتصادي وسياسي شامل، من مفخخات وعنف طائفي، إلى بطالة ونهب، ونظام سياسي وصل إلى طريق مسدود