الملف النووي الإيراني والهوس الصهيوني
حدثت خلال الأسبوع الماضي ثلاثة انفجارات كبيرة متفرقة في إيران، وهجوم الكتروني واسع، وذلك بالتوازي مع إجراء جولات المفاوضات النووية الإيرانية الأمريكية، في مسقط بوساطة عمان.
حدثت خلال الأسبوع الماضي ثلاثة انفجارات كبيرة متفرقة في إيران، وهجوم الكتروني واسع، وذلك بالتوازي مع إجراء جولات المفاوضات النووية الإيرانية الأمريكية، في مسقط بوساطة عمان.
شنّت روسيا هجمة عسكرية هي الأضخم خلال العام الجاري استهدفت بها العاصمة الأوكرانية كييف بعشرات الصواريخ والمسيّرات، وبالتوازي مع ذلك أعلنت موسكو تحريرها لمقاطعة كورسك الروسية بالكامل من القوات الأوكرانية.. بينما لا تزال كييف تتوهم تلقي دعم من الأوروبيين.
تشهد الضفة الغربية اعتداءات صهيونية واسعة ومستمرة يومياً على مناطق مختلفة بها منذ نحو 3 أشهر، تشمل اجتياحات عسكرية بما فيها من قصف وقتل واعتقال، وتجريف عبر مختلف الآليات، وتدمير للبنية التحتية، فضلاً عن اقتحامات واعتداءات المستوطنين الصهاينة العديدة والمتنوعة.
بعد توريط زيلينسكي والغرب للأوكرانيين بحرب خاسرة راح ضحيتها مئات الآلاف فضلاً عن التدمير الواسع، جاءت مذكرة تفاهم، أو مذكرة «إعلان نوايا»، لتفرض على الأوكرانيين شروطاً اقتصادية قاسية من نهب مباشر لمعادنها الثمينة، بذريعة التعويض عن الدعم العسكري الأمريكي، وتحكّم خارجي/أمريكي بعملية إعادة الإعمار والمشاريع فيها، مما سيجعل أوكرانيا منهوبة ومنهكة لوقت طويل، حتى وإن توقفت الحرب تماماً الآن.
تجري مفاوضات إنهاء الحرب الأوكرانية بصعوبة بالغة على جميع الأطراف، وما من تقدم حقيقي يذكر، أو من الممكن أن يحصل، ما لم يقبل الغربيون هزيمتهم، ويتراجعون عن الأسباب الرئيسية والأولى التي أدت للحرب أساساً، والمتمثلة بجعل الأراضي الأوكرانية نقطة عسكرية تابعة للناتو وبعقلية عدائية، توسعية، تجاه موسكو.
يتضح يوماً تلو آخر أن «حلم» ترامب السابق بإنهاء الصراع في أوكرانيا «خلال أقل من 24 ساعة» غير قابل للتطبيق، ويصطدم تياره مع حقائق عامة، تتلخص بتمسّك موسكو بحلّ الأسباب الجذرية للصراع كشرط للحل، والتورط الكبير والعميق للولايات المتحدة في الصراع الأوكراني، والتداخل العضوي مع أوروبا الذي لا يمكن فصله بـ 24 ساعة.. ومنه نرى استمرار الصراع والمفاوضات التي لا يبدو أنها ستنتهي قريباً إذا ما استمر الغربيون بالعمل بالطريقة نفسها.
شهدت الأيام الأخيرة تطورات جديدة في الملف الفلسطيني، وسط استمرار نهج الحرب والإجرام الصهيوني، كان عنوانها الأبرز إعلامياً «مظاهرات ضد حماس» في قطاع غزة، وموافقة حماس على مقترح جديد للإفراج عن بعض الرهائن «الإسرائيليين».
جُنّ جنون الصهيوني كما كان متوقعاً كأحد الخيارات الضيقة والمحدودة له، باستئناف الحرب على قطاع غزة، مستهدفاً إياه وقاطنيه عشوائياً وبشكل همجيّ، ساعياً بذلك إلى نسف الاتفاق الذي جرى مع المقاومة الفلسطينية قبل أن يدخل مرحلته الثانية.. لكن في المقابل، بدأ بركانّ داخليّ يُظهر بعضاً من حِممه.
تضيق الحياة وأفقها أمام رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو، وأمام الكيان الصهيوني استراتيجياً، باعتباره أحد أكثر الرؤساء الصهاينة تطرفاً، وقد يكون آخرهم من هذا الصنف، قبل أن يفرض على الكيان الاعتراف بدولة فلسطينية كاملة، وهو اعتراف كفيل بأن يدق مسمار نعشه، أما الآن فتتقلص الخيارات أمام نتنياهو، ويناور ما استطاع قبل رضوخه للمرحلة الثانية من الاتفاق مع المقاومة الفلسطينية، وبالتوازي مع ذلك، يكبر شبح داخليّ أمام وجهه..
أقيمت يوم الثلاثاء 4 أذار قمّة طارئة للدول العربية في العاصمة المصرية القاهرة رداً على المشروع الصهيوني لتهجير الفلسطينيين، ومن أجل إعادة إعمار غزة، يوضح سلوك الدول العربية عموماً، وخاصة خلال القمة الطارئة الأخيرة وبيانها الختاميّ، وجود موقف واحد ومشترك يتصدى لمشروع تهجير الفلسطينيين، ولوقف الحرب على قطاع غزة، والتأكيد على حلّ الدولتين، وإعادة إعمار غزة،