الخطة المصرية بمواجهة المشروع الصهيوني

الخطة المصرية بمواجهة المشروع الصهيوني

أقيمت يوم الثلاثاء 4 أذار قمّة طارئة للدول العربية في العاصمة المصرية القاهرة رداً على المشروع الصهيوني لتهجير الفلسطينيين، ومن أجل إعادة إعمار غزة، يوضح سلوك الدول العربية عموماً، وخاصة خلال القمة الطارئة الأخيرة وبيانها الختاميّ، وجود موقف واحد ومشترك يتصدى لمشروع تهجير الفلسطينيين، ولوقف الحرب على قطاع غزة، والتأكيد على حلّ الدولتين، وإعادة إعمار غزة،

طرح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الخطة المصرية لمرحلة إعادة إعمار غزة، وهي تأتي رداً مباشراً على المشروع الصهيوني، وتضمنت تشكيل لجنة مستقلة من تكنوقراط فلسطينيين غير فصائليين يديرون القطاع لمدة 6 أشهر كمرحلة انتقالية تحت مظلة السلطة الفلسطينية، تليها ترتيبات تهدف لتوحيد القطاع مع الضفة الغربية، دون التطرق بشكل مباشر لسلاح المقاومة الفلسطينية، وتشر الخطة إلى تدريب كل من مصر والأردن عناصر من الشرطة الفلسطينية لضبط الأمن في غزة، وأعرب كل من المقاومة الفلسطينية، و«الكيان الصهيوني» موقفهما من القمة وبيانها الختامي، حيث قالت المقاومة الفلسطينية: إنها «ترحب بخطة إعادة إعمار غزة التي اعتمدتها القمة العربية في القاهرة، وترحب بالدعوة لإجراء انتخابات فلسطينية».
بينما أوضحت الخارجية «الإسرائيلية» رفضها للبيان الختامي والخطة المصرية، حيث جاء في بيانها «نرفض خطة الدول العربية للتعامل مع غزة» ويبيْن هذان الموقفان موقع الخطّة المصرية وعموم التوافق العربي والبيان الختامي، حيث بات واضحاً تحدّي الدول العربية مباشرة للكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية، رغم الضغوط الممارسة كلها على المنطقة كاملة، ومثل هذه الضغوط والمواجهة عموماً، والسعير الصهيوني للحرب والتوتير، لن يدفع سوى إلى المزيد من وحدة الصفّ العربي والإقليمي بمواجهته، وتبقى الأنظار متجهة لسلوك الإدارة الأمريكية الجديدة، وكيفية تعاملها مع التطورات، ففي نهاية المطاف، ومع تطور الصراع، ستحسم الولايات المتحدة موقفها بشكل نهائي بين واحد من الخيارين: إما إقامة الدولة الفلسطينية والحفاظ على علاقاتها مع المنطقة، أو المضي في الحرب دعماً للكيان الصهيوني، والغرق معه في دوامة اقتتال لا رابح فيها بنهاية المطاف، خاصة في ظل التوازنات الدولية الجديدة الحاصلة، وإنما تشير التحليلات كافة، بخسارة الكيان وواشنطن هذه الحرب، رغم الخسائر الكبرى للطرف المقابل أيضاً، وذلك فضلاً عن أن مثل هكذا حرب ستعيد الوصول لتخوفات صراع دولي ومخاطر «نووية» هي واحدة من الأسباب الأبرز التي توقف الحرب في أوكرانيا اليوم أساساً، رغم ذلك، ورغم صحّة هذه المؤشرات والتحليلات عموماً، إلا أنه لا ينبغي الانجراف للفخ الصهيوني، والمضي بتصعيد مواجه له، فسمة العصر بصراعاته هي الفوز تدريجياً وبالنقاط، والصبر وضبط النفس، وبشكل تراكمي يفضي في نهاية المطاف إلى نصر نهائيّ بأقلّ الخسائر الممكنة، وأقل المخاطر المحتملة، فكل ما يجري الآن في المنطقة، ما هو إلا شيء بسيط بالمقارنة مع مخاطر مثل هكذا حرب فوضوية شاملة... وعليه، فإن الردود السياسية المنضبطة التي تقوم بها الدول العربية يُعد أمراً في غاية الأهمية باللحظة الراهنة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1217