صباح الموسوي
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
فوجئ تجار «ديمقراطية» الدبابة الأمريكية في العراق بانفجار الثورات الشعبية العربية المليونية وإطاحتها الأنظمة القمعية التابعة الفاسدة، التي برهنت على صواب الرؤية المعرفية الثورية القائلة بأن ثورات الشعوب حتمية تاريخية، وإن دخل الشعب المعركة السياسية بكل أبعادها الاقتصادية والاجتماعية لا يمكن إعادته إلى الوراء أبداً، فيصبح صاحب القرار في الميادين والشوارع وفي صندوق الاقتراع
أعلن السيد مقتدى الصدر اعتزاله العمل السياسي وإغلاق جميع مكاتب الشهيد الصدر وملحقاتها على كل الأصعدة الدينية والاجتماعية والسياسية وغيرها
مما يثير السخرية، أن نظام الفساد الشامل الذي تشكل في العراق، عقب سقوط النظام الفاشي على يد أسياده الأمريكان، كان نتاج قوى أدعت المظلومية، وبزوغ فجر جديد لبناء عراق «يابان الشرق الأوسط»، على أنقاض النظام الدكتاتوري السابق.
من مآسي الوضع العراقي الراهن، أن يتحول العراق، وادي الرافدين وحقيقة وجوده التاريخي بوصفه موطن أور وبابل وآشور إلى موضع تشكيك للقوى السياسية العرقية والطائفية ، القادمة إلى السلطة إثر احتلاله في 9/4/2003.
حينما عبر «شوارتزكوف» عن كرهه للشعب العراقي بقوله: «أتمنى أنهم يتضورون جوعاً وعطشاً»، كان حكام العراق الجدد يخضعون لدورات تدريبية على يد المخابرات الأمريكية في بودابست وأربيل، للقيام بدور الأدلاء لقوات المارنيز الغازية في بغداد.
شكَّل النفط، ونهبه على يد الشركات الاحتكارية الاستعمارية «IPC» عاملاً وجدانياً في شعور الشعب العراقي بالظلم والإجحاف، المعزِّز للشعور الوطني للتخلص من الاستعمار البريطاني, والذي فجَّر ثورة 14 تموز 1958 الوطنية التحررية.
غيرت أحداث 11/ أيلول/2001، التي ضربت أمريكا في عقر دارها، من تعريف الإرهاب، ونقلته من إرهاب الأنظمة ضد شعوبها التابعة، إلى إرهاب المنظمات المصنَّعة أمريكياً، إبان حربها ضد السوفييت في أفغانستان، و«القاعدة» لاحقاً
قررت قوى الفاشية، بأذرعها المتعددة والمدعومة من آل سعود وحلفائهم، خوض معركة الدفاع عن الكيان الصهيوني، المدحور في مواجهته المقاومة الوطنية، المستندة إلى الموقف الشعبي العربي الرافض لاستمرار وجود هذا الكيان العنصري، والذي تجسد بالحركات الشعبية التي أسقطت بعض الأنظمة الحليفة له.
انتهى اعتصام الأنبار دون إراقة قطرة دم واحدة أو اعتقال إرهابي واحد !! وسط حملة من التأييد/الرفض القطيعي الصاخب، بخطاب إسلامي طائفي رجعي. ليعود الإرهابيون إلى الاستيلاء على مراكز الشرطة إثر انسحاب الجيش تنفيذاَ لرغبة محافظ الأنبار وبعض شيوخ العشائر وتسيل دماء الأبرياء، مما اضطر الجيش إلى العودة لخوض المعركة مباشرة بالتحالف مع قوات الصحوة العشائرية المناصرة للحملة.
بدأت القوات المسلحة العراقية وبقرار من القائد العام نوري المالكي عمليات «ثأر الشهيد القائد محمد في صحراء الأنبار والجزيرة» ضد تنظيم «دولة العراق والشام الإسلامية» التكفيري المعروف اختصاراً بـ «داعش»، وذلك بعد إن توفرت شروطها الدولية والإقليمية والمحلية