الإصدار الخاص من قاسيون: خطاب الوطنية السورية يشق طريقه صعوداً stars
صدر بتاريخ 31-تموز-2025 الإصدار الخاص من جريدة قاسيون وفيه المقالات التالية:
صدر بتاريخ 31-تموز-2025 الإصدار الخاص من جريدة قاسيون وفيه المقالات التالية:
مع الإقرار بسوء المشهد السوري الحالي وصعوبته، إلا أنه ينبغي فهمه بشكل أعمق لمعرفة الاتجاهات المستقبلية له، والتي تتفاعل وتتراكم وتنضج، وبسرعة مذهلة، حتى وإنْ لم تعبر عن نفسها حتى الآن بأشكال واضحة ونهائية.
كانت السمة الأساسية للمشهد السوري العام، ومنذ 2011، هي التدهور المستمر والمتسارع على كافة الأصعدة الأمنية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية؛ فسلوك السلطة الساقطة واعتمداها على العنف والنهب والإجرام بحق السوريين إلى جانب التدخلات الخارجية، فاقم الوضع العام وراكم المشاكل، وهو ما أنتج تقسيم الأمر الواقع وإفقار الغالبية الكاسحة من السوريين، وتجريف البلاد من أهلها، فضلاً عن سقوط مئات الآلاف من الضحايا، وهو ما جعل المطالبة بتغيير الوضع القائم مطلباً عاماً وشاملاً.
ذهب الغرور ببشار الأسد مذهباً بعيداً في السنتين الأخيرتين من حكمه، حين توهم أن تقاطر الدول العربية والغربية على النقاش معه، وعلى فتح الأبواب له للجامعة العربية وغيرها من المحافل، هو انتصار شخصي له ولنظامه. ولكن تعنته وإهداره للفرص التي جرى منحها له، وخاصة عبر ثلاثي أستانا، وإصراره على التكبر على السوريين والعمل لإخضاعهم بالقوة، كل ذلك أودى به إلى النهاية البائسة التي يستحقها منذ سنوات طويلة.
حين تضطرب القلوب، ويطغى التحريض والدم على المشهد العام، يحدث أن التفكير السليم يغيب مؤقتاً لدى قسم غير قليل من الناس، بل ويصبح التفكير بعقل بارد وقلب حار، شكلاً من أشكال النضال الوطني، وضرباً من ضروب «مجاهدة النفس» إن استخدمنا الاصطلاح الفقهي.
يقول هنري كيسنجر: «أن تكون عدواً لأمريكا فهو أمرٌ خطير، أما أن تكون صديقاً لها، فهو أمرٌ قاتل».
قد يبدو مصطلح «التيار الوطني السوري» مفهوماً بمعناه العام، وينظر إليه على أنّه صفة إيجابية يوصف بها تيار أو مجموعة من التيارات، التي ورغم التباينات فيما بينها تتفق على القضايا الوطنية الأعم.
مرّ أسبوعان على اشتعال الأحداث الدموية والمأساوية التي حلّت بمحافظة السويداء السورية، ومرت بضعة أيام على انتهاء الطور العسكري الساخن منها؛ ومنذ اشتعال الأحداث وحتى اليوم، تعاني المحافظة من نقص كبير في كل المواد الأساسية، من طحين ومحروقات وخضروات ومواد غذائية وأدوية، إضافة إلى استمرار التردي الكبير في وضع الكهرباء والمياه والاتصالات.
نعزيكم ونعزي أنفسنا برحيل القامة الثورية والفنية والإنسانية الكبيرة، الرفيق زياد الرحباني، الذي تحوّل بعبقريته الفنية والأدبية إلى تجسيدٍ حي للصراع المستمر ضد الظلم وضد النفاق بأشكاله كلها.