مراسل قاسيون
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
وصلت قاسيون شكوى من طلاب الثالث ثانوي في البوكمال، ثانوية الأمين، يقولون فيها: بعد أن تم قبولنا في التعليم الثانوي العام، ودراستنا لصفين العاشر والحادي عشر في مدرستنا، تم فصلنا من الثانوية وعدم قبول تسجيلنا بشكل نظامي لامتحان الشهادة الثانوية، وتبليغنا هذا القرار بشكل رسمي، حيث يبلغ عددنا سبعة عشر طالب وطالبة، وتم قبول طالبين منا فقط كونهم أبناء ريف، ووضعنا أمام خيارين إما أن نخضع للامتحان الترشيحي، أو يتم نقلنا إلى التعليم المهني!
بات قرار وزارة التعليم العالي الجديد، القاضي برفع رسوم تسجيل المواد المقررة في نظام التعليم المفتوح، يشكل ثقلاً مادياً كبيراً لم يعد غالبية الطلاب قادرين على حمله، وخاصة المفقرين الذين استقطبهم هذا النظام التعليمي كي يستطيعوا من خلاله زيادة إمكاناتهم وتحصيلهم العلمي، عسى يتم تحسين شروط حياتهم ومعاشهم.
تنتشر المعامل الصغيرة والمشاغل والورشات ضمن الأحياء العشوائية في نهر عيشة وتتعدد مجالات إنتاجها وإن كانت الصناعات النسيجية كالخياطة والجوارب تتصدر تلك الصناعات والمهن فإن صناعة الجلديات والمواد الغذائية والكيماوية والصناعات المعدنية لا تقل أهمية عنها لا من حيث الكم ولا من حيث عدد العمال العاملين في هذه الصناعات وأوضاعهم الصعبة ومعيشتهم الشاقة، كيف لا وهم المحرومون مع أقرانهم في القطاع الخاص غير المنظم من أدنى حقوقهم التي تحجب عنهم فهم عنها غافلون.
لم يذكر التاريخ متى جابت أول سفينة فينيقية غمار البحار، لكنه لم يغفل كيف فرضت صناعة السفن الفينيقية نفسها بمواجهة أهوال البحار، وما حملته معها من حضارة، وما تركته من إرث حي ومستمر حتى تاريخه.
التقينا بأحد العاملين بمعامل الكونسروة في المجمع الصناعي في منطقة الكسوة، يدعى بأبي محمود رجل خمسيني اثقلت الحياة كاهله، وجهه مليء بالتجاعيد التي تدل على مدى شقائه وعنائه وعذابه في سبيل تأمين معيشة أسرته المؤلفة من أربعة أولاد وأمهم.
كغيره من الغالبية العظمى من الشعب السوري، يعيش مراد ذو الخامسة والعشرين ربيعاً معتمداً على راتبه الشهري في مواجهة احتياجاته اليومية، ولكن هذه الحرب التي يخوضها تشبه معارك أطفال الحجارة ضد دبابات العدو الصهيوني، فهي غير عادلة بالمطلق حيث يقف وحيداً متسلحاً براتبه الذي لا يتجاوز 300,000 ليرة بمواجهة قسوة الحياة وشدتها.
تمضي الأعوام على قرية أم التين بأثر سلبي مضاعف على أبنائها، سنون مضافة إلى أعمارهم التي تزيد دون أن يعيشوها، ومزيد من المعاناة بسبب ترهل الخدمات لتزيد عليهم البؤس والشقاء.
حدثتنا «أم علي»، وهي من أهالي منطقة السبينة وتعمل في دمشق، أن التكاليف الشهرية التي تضطر لتكبدها من أجل تأمين المياه عبر الصهاريج تتجاوز في بعض الأحيان 100 ألف ليرة شهرياً، وذلك بسبب عدم توفر المياه عبر الشبكة الرسمية في هذه المنطقة.
يتحدث عبد الرحمن طالب جامعي في السنة الأولى وهو أحد العاملين في معامل الألبسة في منطقة صحنايا، عن انعدام الجدوى من العمل وتساوي حالة العمل مع عدمه، بل يضيف أن «القعدة بالبيت» باتت أقل خسارة من الذهاب إلى العمل.
تشهد منطقة الشمال الشرقي السوري موجة كبيرة من الهجرة، حالها كحال باقي المناطق السورية. وقد وصلت الموجة بحدتها إلى حد التجريف؛ حيث إن الحديث الثابت لكل «المجالس الشعبية» في الشمال الشرقي، بات يتمحور حول «من هاجر بين اجتماعين؟ ومن يخطط للهجرة؟».