مجدداً.. قرية أم التين ما زالت منسية!

مجدداً.. قرية أم التين ما زالت منسية!

تمضي الأعوام على قرية أم التين بأثر سلبي مضاعف على أبنائها، سنون مضافة إلى أعمارهم التي تزيد دون أن يعيشوها، ومزيد من المعاناة بسبب ترهل الخدمات لتزيد عليهم البؤس والشقاء.

الأمر لا يقتصر على استمرار تردي شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء والهاتف، والواقع الصحي السيئ، والمواصلات الأسوأ، فحتى المدارس (رغم قلتها) لها معاناتها ومشكلاتها الخاصة الإضافية.

المعاناة المستمرة

سبق أن أشرنا عبر قاسيون إلى بعض أوجه المعاناة التي يعيشها أبناء هذه القرية، وذلك في مادة تحت عنوان: «أم التين قرية منسية بمحافظة حمص» بتاريخ 22/6/2020، ومع الأسف لم يتغير من واقع هذه القرية شيء!
فشبكة مياه الشرب على حالها من القدم، وهي بحاجة للصيانة والتوسيع، مع بقاء الضخ فيها في الأسبوع مرة واحدة ولساعات محدودة مرتبطة بتوفر الكهرباء طبعاً، أي استمرار اضطرار الأهالي لشراء المياه من الصهاريج بتكاليف مرتفعة أسبوعياً وشهرياً على حساب ضرورات الحياة الأخرى.
وشبكة الكهرباء كذلك على حالها من الترهل، طبعاً مع استمرار المعاناة من ساعات التقنين الطويلة، وفترات الوصل المحدودة التي تتخللها الأعطال والانقطاعات أيضاً.
شبكة الهواتف بالقرية بوضع مأساوي، ولا تتوفر خدمات الإنترنت في القرية المحرومة حتى تاريخه من البوابات المخصصة لها.
لا يوجد في القرية لا مستوصف ولا مركز صحي، فعند الضرورة يضطر الأهالي للجوء إلى المناطق والبلدات القريبة التي تتوفر فيها بعض الخدمات الصحية، مع مزيد من المعاناة والتكاليف لتأمين وسائل المواصلات، فلا مواصلات خاصة بالقرية حتى الآن!
الاستثناء الوحيد الذي يمكن الحديث عنه أنه تم البدء بمشروع الصرف الصحي للقرية منذ عدة أشهر، بعد طول انتظار ومعاناة، ولا أحد يعلم متى سيتم استكماله ووضعه بالخدمة!

لا تعليم ولا تربية!

توجد في القرية مدرستان للتعليم الأساسي، مدرسة حلقة أولى، ومدرسة حلقة ثانية، وطلاب الثانوية يتابعون تعليمهم في مدارس القرى المجاورة، وهناك أوجه معاناة مختلفة في هذه المدارس، التي لا تبدأ بظروف المعلمين والإداريين ونقص مستلزمات العملية التعليمية، ولا تنتهي بالمشاحنات اليومية بين الطلاب، وفيما بين بعض الطلاب وبعض المعلمين أيضاً.
فالواقع التعليمي والتربوي في مدرستي القرية سيئ، فعلى الرغم من قلة عدد الطلاب في الحلقة الأولى والثانية، ومحدودية عدد الشعب الصفية بكل مدرسة، فهناك المنغصات التي تزيد الطين بلة على الطلاب وذويهم والمعلمين والإداريين معاً، والتي تظهر في بعض الأحيان على شكل مهاترات بين البعض، مع استخدام بعض الألفاظ النابية بكل أسف، حيث يمكن تأويل بعض السلوكيات والألفاظ النابية على أنها شكل من أشكال «التفشيش» نتيجة جملة الظروف الضاغطة على الجميع، لكنها بمطلق الأحوال بعيدة عما هو مفترض تربوياً داخل المدارس وخارج أسوارها!

كل قرى الريف الشرقي لحمص منسية!

هذا الواقع المتردي الذي يعاني منه الأهالي في قرية أم التين يمكن تعميمه بكل أريحية على غالبية القرى في ريف حمص الشرقي وبلداته.
فتردي شبكات المياه والكهرباء والاتصالات والصرف الصحي، وسوء المواصلات، وقلة أو غياب المراكز الصحية والمستوصفات والخدمات الطبية، وخاصة الإسعافية، وتراجع العملية التعليمية والتربوية، معممة على قرى وبلدات هذا الريف الكبير والواسع، يضاف إلى كل ذلك المعاناة المعممة على جميع السوريين من أزمات المشتقات النفطية، ومشكلات رغيف الخبز والمواد المقننة، وجملة الظروف المعيشية والحياتية القاسية.
فهل استمرار الوضع على ما هو عليه من التردي والسوء يمكن اعتباره نسياناً، أم تناسياً رسمياً، مع مزيد من اللامبالاة والاستهتار بحياة ومستقبل أبناء هذه القرى والبلدات؟

معلومات إضافية

العدد رقم:
1090