المحرر السياسي
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
يلعب بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء «الإسرائيلي» اليميني المتطرف، دوراً أساسياً في مجمل المعركة الجارية في فلسطين ولبنان وفي منطقتنا، هذا أمرٌ لا يمكن إنكاره. مع ذلك، فإن هنالك مبالغات إعلامية وسياسية تصور نتنياهو بوصفه مركز الحدث والممسك والمتحكم بخيوطه الأساسية؛ فوفقاً لما يقوله الإعلام الغربي، والأمريكي خاصة، يبدو المشهد كما لو أن كلاً من بايدن وهاريس وترامب، إنما يسعون لنيل رضاه.
المعلومات التي باتت متاحة في الفضاء الإعلامي حول «اتفاق الإطار» الذي تمت صياغته في باريس، وكذلك حول رد حماس عليه، إضافةً إلى تأكيدات ومعلومات حصلت عليها «قاسيون» بشكلٍ مباشرٍ من قياديين فلسطينيين، تتركز في مسألتين أساسيتين:
قاسيون - المحرر السياسي
وفقاً لمقالة في فورين بوليسي الأمريكية، فإنّ هنالك ما يزيد عن 10 آلاف مقاتل داعشي محجوزين ضمن حوالي 20 سجناً مؤقتاً في شمال شرق سورية. ووفقاً للصحيفة نفسها، فإنّ داعش نفذت خلال الأيام العشرة الأولى من هذا العام 35 هجوماً في سبع محافظات سورية، من أصل 100 هجوم نفذته حول العالم.
نشطت الصحافة الأمريكية خلال الأسبوعين الماضيين في الحديث عن سيناريوهات اليوم التالي في غزة. وفي هذا السياق، اشتغلت على محورين أساسيين؛ الأول، هو ملء الفضاء الإعلامي بـ«تسريبات» حول مفاوضات وخطط سرية يجري إعدادها تحت الطاولة، تارةً مع السعوديين، وأخرى مع المصريين، وثالثة معهما كلاهما، ورابعة باشتراك السلطة الفلسطينية، وهكذا دواليك، وذلك بالرغم من أنّ هذه «التسريبات» قد تمّ نفيها رسمياً بأشكالٍ غير مباشرة، وبأشكال مباشرة أحياناً من الأطراف المعنية.
لم تصدر حتى اللحظة تصريحات رسمية أردنية حول جريمة القصف بالطيران التي راح ضحيتها 11 مدنياً، بينهم أطفال ونساء يوم الخميس الماضي 18/01/2024، على منزلٍ في قرية عرمان ضمن محافظة السويداء جنوب سورية. والأدهى من ذلك، أنه لم تصدر أيضاً أي تصريحات رسمية سورية تدين الجريمة... فما هو السياق وما هي الأهداف؟
«لا بد لنتنياهو من تغيير حكومته المتشددة لإيجاد حل طويل الأمد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني». «الحكومة الحالية هي أكثر الحكومات محافظةً في تاريخ إسرائيل ولا تريد حل الدولتين». «الحكومة الإسرائيلية بدأت بفقد الدعم من المجتمع الدولي بسبب القصف العشوائي في قطاع غزة».
أنْ يعلنَ الصهاينة -بأشكالٍ مباشرة أو غير مباشرة- أنهم يعملون على «تصفية القضية الفلسطينية»، هو شيءْ، وأنْ نتعاملَ نحن مع هذا «الهدف» بوصفه احتمالاً واقعياً قابلاً للتحقق، هو شيءٌ مختلفٌ تماماً...
خلال الأيام الماضية، نشرت عدة منابر إعلامية، أمريكية و«إسرائيلية»، بينها «ذا نيويورك تايمز»، ما وصفته بأنها تقارير أمنية، تكشف أنّ الكيان كان على علمٍ بالتحضيرات الجارية لـ 7 أكتوبر، وأنّه إما استخف بها ولم يأخذها على محمل الجد، أو أنه سمح بحدوثها في إطار خطة أوسع لـ«تصفية القضية الفلسطينية».
عادت إلى التداول خلال الأيام الماضية، الفكرة التي سبق أن أطلقها نتنياهو عام 2009؛ فكرة «دولة فلسطينية منزوعة السلاح».
يختلط الأمر أحياناً في أذهاننا حين نخلط بين ما هو «ترند» وبين ما هو أمرٌ مصيري شديد التأثير، وربما يكون هذا أحد نتاجات طريقة إدارة الإعلام على المستوى العالمي.