النتيجة: كلنا خاسرون!
انتهت جولة جديدة من العنف الدموي الفظيع، كانت ساحتها هذه المرة هي محافظة السويداء السورية، وآمال السوريين وقلوبهم معلقة بأن تكون انتهت بشكل كامل، وأن تكون «خاتمة الأحزان» التي يعيشها الشعب السوري بشكل متواصل منذ 14 سنة.
والآن، وبعيداً عن الاستعراضات الإعلامية من هذا الطرف السوري أو ذاك، ما هي النتائج الفعلية لهذه الجولة الجديدة من الدم؟
يمكن تقسيم النتائج إلى نوعين:
الأول هو الخسائر، وضمنه:
أولاً: خسرنا كسوريين مئات من شبابنا ونسائنا وشيوخنا وأطفالنا، وأضفنا دماء جديدة لنهر الدم العظيم المتدفق بلا توقف.
ثانياً: خرجت كل الأطراف المتحاربة، بلا استثناء، أضعف وأقل حيلة مما كانت عليه، وذلك بالتوازي مع ازدياد وزن الخارج وتأثيره؛ فالمعادلة ليست معقدة ولا صعبة لمن يمتلك الحد الأدنى من المنطق الوطني السليم: كلما جرى الدفع باتجاه تفريق الداخل وتأجيجه ضد بعضه البعض، تحت أي ذريعة أو شعار، كلما زاد ضعف الداخل بالعموم، بكل أطرافه، وزادت الثغرات التي يتسرب منها التدخل الخارجي.
ثالثاً: تم زرع آلام وجراح وأحقاد جديدة، وتم رفع درجات التوتر ضمن المجتمع السوري ككل، وتم تعزيز خطابات الكراهية والخطابات الطائفية والحاقدة والثأرية، الأمر الذي من شأنه أن يخلف مزيداً من الضعف العام في كامل المجتمع.
الثاني هو الدروس والعبر، وضمنه:
أولاً: أي اتكاء أو استناد سوري، من أي طرف كان (وهو ما جرى من أطراف متعددة بأشكال مباشرة وغير مباشرة)، على طرف خارجي، لمواجهة طرف داخلي، هو اتكاء على الهواء؛ فالخارج لا يمكن ائتمان جانبه، خاصة إن كان أمريكياً أو «إسرائيلياً»، بل ومصلحته هي خداع الأطراف الداخلية والتغرير بها باتجاه إدمائها جميعها، وإدماء البلاد وإضعاف وحدتها أكثر فأكثر.
ثانياً: منطق الغلبة والحلول الأمنية والاحتكار هو منطق فاشل لا يمكن الاستناد إليه في بناء بلد واحد موحد عزيز ومستقل. بالمقابل فإن المنطق الوحيد الصالح هو منطق الحل السياسي الشامل القائم على الحوار الوطني الشامل، ابتداء بمؤتمر وطني عام فوري يسمح بتشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة بعيداً عن الاستئثار، ووصولاً إلى انتخابات حرة ونزيهة يقرر فيها الشعب السوري مصيره بنفسه.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- -