د.عروب المصري
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
يظهر التناقض البيئي للنظام الرأسمالي، حيث لا يهم أين يذهب شيء، ما لم يعد إلى الدخول إلى دائرة رأس المال، ويعكس حقيقة أن الإنتاج الاقتصادي في ظل الظروف الرأسمالية المعاصرة ليس حقاً نظاماً دائرياً (كما هو الحال في الطبيعة) ولكنه نظام خطي واحد، تشغيلٌ من المصادر إلى المصبات التي تفيض الآن. وقال الاقتصادي البيئي نيكولاس جورجسكو-رويغن: إن «التناظر الإيجابي_ حيث لا يوجد أي إيداع لا يوجد عائد_ تفيد وجهة نظر رجال الأعمال في الحياة الاقتصادية». ويعتبر التلوث الناجم عن الإنتاج «خارجياً» لا يشكل جزءاً من التكاليف للشركة.
في كتابه «الكوكب الضعيف» كتب جون بيلامي فوستر عن «التحول النوعي في مستوى التدمير البشري» الذي اتسم به الإنتاج الرأسمالي بعد الحرب العالمية الثانية. وشمل هذا التحول زيادات هائلة في استخدام المواد التركيبية التي لا يمكن إعادة استيعابها بسهولة بطبيعتها، مصحوبة بتوسع جذري في استخدام أشكال الطاقة جميعها، ولا سيما الوقود الأحفوري. وقال: إن هذه التغيرات في أنماط الإنتاج هي «السبب الرئيس للتسارع الكبير للأزمة البيئية في فترة ما بعد الحرب».
منذ الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر، تطور رأس المال الأحفوري إلى مجمع وحشي يولد أزمات متعددة في المحيط الحيوي، بما في ذلك تغير المناخ. ومن أجل التخلص من الاحترار الكارثي للغلاف الجوي، سيكون من الضروري إزالة الوقود الأحفوري من الاقتصاد العالمي على مدى العقود القليلة القادمة.
الكارثة المرتبطة بالمناخ ليست الآن خطراً إضافياً على فقراء العالم فحسب، بل هي عامل محوري في قمعهم وفقرهم.
في لجة أحداث هذه المرحلة العاصفة يظهر بعبع التقسيم في كل منعطف ماّداً رأسه، هاّزاً الثقة بما اعتدناه من حدود وما بنينا عليه فكرتنا عن الوطن والهوية الوطنية.
إن تذوق بعض الفاكهة البرّية ورؤيتها، هذه الهدايا من الطبيعة لا يمكن إلا أن تساعدنا وتدفعنا إلى التفكير في الأطعمة التي يتناولها معظمنا. الأطعمة المصنعة بشكل كثيف والمتخمة بالملح، بالزيوت المهدرجة ، وشراب الذرة عالية الفركتوز. المثقلة بالمواد الكيميائية؛ والمبيدات؛ المرباة في المزارع الصناعية؛ والتي تعامل مثل أية من المنتجات الأخرى ذات الإنتاج الكبير، المخصصة للسوق ذات تكاليف الإنتاج المنخفضة للقطعة والأرباح العالية. تزرع محاصيلنا وتحصد في معظم البلدان من قبل القوى العاملة المهمشة إلى حد كبير، والتي تعاني من سوء الأجور، وتجبر على العيش في الأكواخ والخيام. المسمومة، جنباً إلى جنب مع أطفالها، كل يوم كانوا يعملون، ومتوسط العمر المتوقع، هو بالكاد خمسون عاماً.
في معرض حديثه عن الديمقراطية الغربية يشير الكاتب سيرجي قرة مورزا في كتابه «التلاعب بالوعي» إلى أدوات الهيمنة فيقول: إذا أردنا أن نتكلم بدقة فما إن تحوّل التلاعب بالوعي إلى تكنولوجيا للهيمنة، حتى صار مفهوم الديمقراطية نفسه شكلياً وخالصاً ويستخدم فقط كختم أيديولوجي. وهذا الختم لا يؤخذ على محمل الجد في أوساط المحترفين.
اكتسبت دراسة النظم البيئية بعداً جديداً بعد التغيرات العاصفة التي تحيط بالبيئة في الفترة الراهنة، والناجمة عن تخطي التلوث حدوداً كان من الممكن تجاوزها سابقاً.
في متاهات ما يسمى الأدب النسوي مساحات واسعة من المخاوف والمغامرات.
تعتمد الرأسمالية على جني الأرباح، وهذا يخلق ضغطاً مستمراً من أجل نمو رأس المال.