وجدتها: هل تذوقت البرّية؟

وجدتها: هل تذوقت البرّية؟

إن تذوق بعض الفاكهة البرّية ورؤيتها، هذه الهدايا من الطبيعة لا يمكن إلا أن تساعدنا وتدفعنا إلى التفكير في الأطعمة التي يتناولها معظمنا. الأطعمة المصنعة بشكل كثيف والمتخمة بالملح، بالزيوت المهدرجة ، وشراب الذرة عالية الفركتوز. المثقلة بالمواد الكيميائية؛ والمبيدات؛ المرباة في المزارع الصناعية؛ والتي تعامل مثل أية من المنتجات الأخرى ذات الإنتاج الكبير، المخصصة للسوق ذات تكاليف الإنتاج المنخفضة للقطعة والأرباح العالية. تزرع محاصيلنا وتحصد في معظم البلدان من قبل القوى العاملة المهمشة إلى حد كبير، والتي تعاني من سوء الأجور، وتجبر على العيش في الأكواخ والخيام. المسمومة، جنباً إلى جنب مع أطفالها، كل يوم كانوا يعملون، ومتوسط ​​العمر المتوقع، هو بالكاد خمسون عاماً.

يمكن القول حرفياً أن إنتاج المواد الغذائية هو ناتج التربة، والتي هي «خليط من المعادن والمواد العضوية والغازات والسوائل والكائنات الحية التي لا تعد ولا تحصى، وتدعم جميعها الحياة على الأرض».
 الغذاء يتطلب التربة والعمل، وكما ينبغي أن يكون واضحاً، علاقتنا بالتربة كانت دائماً سمة من سمات الوجود الإنساني. بالنسبة إلى معظم وقتنا على وجه الأرض، ارتبطنا بالتربة بطريقة متكاملة ومستدامة، إن الحرص عليها ضروري حتى نتمكن من الاستمرار في حصاد هداياها. لقد تعلمنا بينما كنا ننتج قوتنا، ونطور فهماً أكبر لكيفية صنع الأرض لخيراتها. في حين ارتكبنا الأخطاء التي أدت في بعض الأحيان إلى كارثة، كنا نعيش في وئام نسبي مع التربة وكل من العالم الطبيعي.
نظراً لماضينا، الذي يزيد عن 100،000 سنة، من المدهش أننا اليوم، مع معرفتنا العلمية، براعتنا التقنية، والثروة، أننا نحن اليوم نهدر التربة بتخلٍ متهور. ونكرس أقل وأقل من التربة لإنتاج الأغذية وأكثر وأكثر للمدن الضخمة، والضواحي التي لا نهاية لها والضواحي الفاخرة. ومن الأراضي التي من المفترض أن تكون محجوزة للزراعة، نزرع فول الصويا والذرة لعلف الحيوانات والوقود الحيوي.
لقد تدهورت التربة بحيث فقدت مرونتها المادية، وقدرتها على الازدهار والتجدد، مما يعني أنها مثل الشريط المطاطي الذي تم شده فوق طاقته، فلا يمكن استعادة صحتها كاملة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
829
آخر تعديل على الجمعة, 29 أيلول/سبتمبر 2017 19:29