عبدالرزاق دحنون
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
اكتشاف وثائق وسجلات القصر الملكي في مكتبة «إبلا» في «تل مرديخ» والتي ضمت أقدم مجموعة من الوثائق الرسمية وأكملها لدولة ظهرت في شمال بلاد الرافدين، رفع من أهمية تلك البلدات الصغيرة المنسية المتناثرة على الهضاب الكلسية في محافظة إدلب.
في صباح يوم الأحد26/9/ 1998 أفلتت قدم هادي العلوي البغدادي من ركاب الحياة, وانطلق الفرس وحيداً يجول سهوب آسيا متلمساً بين الخلق مشاعية قادمة. بموت مفكرنا، يشعر المرء بأنه فقد شـيئاً من نفسه، مع أنه لا شيء يحمل إلينا المواساة إلا أننا لن ننساه مدى الحياة لأنه صرخة مستديمة في وجه الظلم والعبودية.
بين النصب القيمة التي وصلتنا من عهد أثينا القديمة لوحة فنية حُفرت بأسلوب النقش البارز في الرخام الأبيض تمثل «السيدة ديمقراطية» وقد ارتدت ثوباً طويلاً محتشماً، تُكلّل بيدها اليمنى، ديموس (الشعب) الجالس على عرش السلطة، وقد نُقش أسفل تلك اللوحة نص دستوري يحمل عنواناً مميزاً (قانون ضد الطغيان يحمي حقوق الإنسان).
عندما نستمع إلى أوتار عود ترن بين أنامل العازف المجيد نزيه أبو الريش، فكأننا نهجر عالم البشر والأشياء، ونلج عالم الفكر والمشاعر والسحر. أو على أقل تقدير، هذا هو أحد الانطباعات الكثيرة التي تورثها تلك النغمات الباقيات عبر عصور مديدة من الحياة الروحية للبشر.
نشرت رواية الكاتبة الصينية المهاجرة إلى كندا «تنغ هسنغ يي» وهي سيرة ذاتية لحياتها، بطبعتها الإنكليزية الأولى عام 2000A Leaf in the Bitter Wind . وترجمت إلى العربية تحت عنوان «ورقة في الرياح القارسة» ضمن سلسلة إبداعات عالمية الكويتية العدد 343 آب سنة 2003.
أصدرت وزارة الثقافة هذه الرواية مترجمة عن النص الإنكليزي منذ سنوات. قرأت الرواية بشغف ورحت أخط بالقلم الرصاص تحت السطور التي تتحدث عن مناقب اليهود في الإمبراطورية النمساوية, مسرح أحداث الرواية, التي تحكي سيرة الجندي الطيب شفيك في الحرب العالمية الأولى.
صباح يوم السبت 18 تموز عام 1972 كان غسان كنفاني يشرب القهوة مع أفراد أسرته وآمنة ياسين، البطلة الحقيقية لرواية أم سعد التي كتبها كنفاني سنة 1969. وما هي إلا دقيقتان بعد خروجه متوجهاً إلى مكتبه، حتى دوّى انفجار مريع هزّ أركان البيت.
بين التماثيل النصفية التي وصلتنا من عهد أثينا القديمة تمثال شهير، لرأس ضخم، في وجهه جهامة، صفحة الوجه كبيرة مستديرة كأنها الشمس، عينان عميقتان تنظران بفراسة إلى الأفق البعيد، أنف كبير عريض، شفتان غليظتان. من يتمعن في رأس الرجل يحسبه عتالاً يعمل في ساحة بازار المدينة، أو حجّاراً في مقلع حجر. وحين تمعن النظر وتتفحصه بدقة أكبر، ترى في التمثال دماثة ولطافة إنسانية قلَّ نظيرها، هذه السمات الشخصية الفريدة هي مكونات رأس أعظم فيلسوف عرفته البشرية، إنه سقراط ابن حجَّار في مقلع حجر. ومن أبيه ورث تلك الرأس الفذة.
حين قرأت محضر تسجيل وقائع قضية المرأة الساكتة المكتشف في خرائب مدينة نيبور السومرية في وادي الرافدين، والتي حدثت في حدود عام 1850 قبل الميلاد، تذكرت قول فيدور دوستويفسكي عن روايته الجريمة والعقاب: إنها تقرير سيكولوجي عن أحدى الجرائم. لقد تميزت عبقريته الفنية بقوة فلسفية هائلة. فعندما نقرأ رواياته يعترينا الخجل من أنفسنا، وهذه من سمات عبقريته، فهو يجبرنا على أن نستحي، ويقضي على كل محاولات التهرب وتبرير الشر والفساد الخلقي.
يفترض تاريخ الفلسفة شروطاً للتفلسف، يتوقف عليها ترسيم المرء في قائمة الفلاسفة، وعلى رأسها توفر المنهج، فالباحث في الفلسفة على طريقة الهواة الذين تعنيهم الفكرة الفلسفية أو يقفون عند مجرد التوفيق بين الآراء لا يرقى إلى مرتبة الفيلسوف. ومثل هذا الباحث قد يصل مع توفر الاحتراف إلى معلم فلسفة