حازم عوض
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
ضاقت السبل بالمواطن السوري حتى وصل إلى «طريق مسدود»، وأخذت مائدة طعامه اليومية تتقلص بجودتها ونوعيتها وكمياتها، وبدأت عاداته الاستهلاكية تتغيّر تبعاً للظروف الاقتصادية القاهرة، فالأسعار تلهب جيبه دون رقابة،
تستيقظ أم محمود كعادتها في الصباح الباكر، لتقطع مسافة لابأس بها من منزلها إلى بائع الخضراوات في منطقة دويلعة، لكن رحلة طريقها اليومية اختلفت منذ قرابة الأسبوع عما كانت عليه، فهي مضطرة الآن لأن «تضع كلتا يديهاعلى فمها والتنفس من أنفها» تحسباً من دخول أية حشرة طائرة من الحشرات التي غزت المنطقة مؤخراً «بشكل كثيف ومخيف».
أصوات القذائف والصواريخ والرصاص تعلو، كلما اقترب من محل «الخراطة» الذي يعمل به في بساتين أبو جرش. هو يدرك حجم المخاطرة التي يخاطر بها بحياته، كونه يتجه للعمل في مثل هذا اليوم السيء أمنياً، لكنه لم يدرك حجم الخطر الذي التهم طفولته كما التهم سواد الشحم جسده وملابسه كلها.
لم يتوقع «لحام الحي» أن تسرق دراجته النارية بهذه السرعة، وهذا الأسلوب وسط حيه الضيق في عشوائيات العاصمة «بوقاحة» كما يقول.
مرة جديدة، استطاع تجار الأزمة أن يأخذوا احتياطاتهم قبل دخول فصل الشتاء، وتأمين ما يكفي لكسب المال من المحروقات، خلال موسم البرد، بينما عجزت الحكومات على مدار سنوت الحرب، عن النظر نظرة استراتيجية ذات جدوى للأخذ بالوسائل اللازمة وحل المشكلة المتكررة مع كل شتاء، بدلاً من عدم الاعتراف بوجود أزمة محروقات بالأساس.
بعد الساعة الـ 12 ليلاً فتح البائع قفل المستودع "كاللص" وباعنا اسطوانة غاز بسعر 3500 ليرة، كي لا يفضح أمره في الحي بأنه يحتكر عشرات اسطوانات الغاز داخل المستودع، خاصة وأنه "حلف يمين للأغلبية أن الغاز مقطوع لأن السعر سيرتفع".
خلال أيام فقط، ستتوقف العديد من الهواتف النقالة عن العمل في حال لم يقم أصحابها بـ"المصالحة" عليها بموجب قرار من "الهئية الناظمة للاتصالات" صدر بعد مضي 16 عاماً على دخول هذه التقنية إلى سورية، قيّمه البعض على أنه "بوابة نهب وابتزاز جديدة للمواطن من قبل الحكومة وشركات الاتصالات".
"والله مقطوع، بس ألك تكرم مندبرلك"، بهذه الكلمات رد أحد الصيادلة في دمشق، على أحد زبائنه، حينما طلب "أوغمانتين".
في البرامكة وشارع الثورة والمرجة، وبدمشق ومحيطها عموماً، على الأرصفة وفي الحدائق، افترش مشردوا الحرب الأرض مع أطفالهم ليحاربوا الحرب ومفرزاتها أولاً، ثم تقلبات الطقس المختلفة والحيوانات الشاردة والحشرات
دخل القرار 1282 حيز التنفيذ يوم الخميس قبل الماضي، وكان أول الضحايا المخالفين للقرار أحد تجار سوق الهال بدمشق، لكن الغريب آلية رد فعل التجار على تطبيق وزارة التجارة للقانون، والحملة الشرسة التي شنوها على القرار والوزارة.