حازم عوض
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
تبدأ رحلة «المعاناة» اليومية للمواطن السوري، من لحظة خروجه من المنزل باتجاه عمله أو مدرسته، والانتظار فترات طويلة قد تصل إلى ساعات على المواقف أو أطراف الشوارع للحصول على وسيلة نقل، وتنتهي المعاناة بالوصول بعد ساعات إلى العمل أو المكان المقصود مثقلاً بكل ساعات الانتظار والتعب الجسدي والارهاق النفسي.
عاد عيد الأضحى كما كل عام، غير آبه بما آلت إليه حال الأسر السورية منذ عام وحتى اليوم، فبالنسبة للكثير من الأسر، إن كلمة «عيد» ضمن عبارة «عيد الأضحى» أصبحت فاقدةً لمعناها بشكل كامل، في حين افتقدت أسر أخرى لمعنى الكلمتين،»
زوارق «جهنم» على دروب «الجنة» المزعومة.. سوريون يخاطرون بأموالهم وحياتهم للوصول إلى بلدان الإغتراب
اقترب العام الدراسي، وكما العام السابق، طفت على السطح قضايا عدة، انطلاقاً من عدد المدارس القادرة على استيعاب الطلاب وخاصة مع تزايد عدد الوافدين إلى دمشق مقارنة مع العام الماضي، إلى قضية الدوام الجزئي، وبُعد المدارس عن أماكن سكن البعض، وتعطل مدارس إثر تعرضها للاعتداء أو لاحتوائها الأسر النازحة، وصولاً إلى ارتفاع أسعار المستلزمات الدراسية.
أجبرت أعمال العنف، والحرب الدائرة في سورية، الملايين إلى النزوح من أماكن سكنهم في المناطق الساخنة أو غير الساخنة، إلى الداخل والخارج السوري، هرباً من تردي الأوضاع الأمنية والمعيشية والاقتصادية.
بعد أن حاولت الحكومة لجم ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء، في سعيها لخفض الأسعار بشكل عام، تبيّن أن تخفيض سعر الصرف ليس إلّا إجراءً من جملة إجراءات عديدة يجب اتخاذها لتخفيض الأسعار، .
الشكاوى على عدم ضبط الأسعار تفاقمت حتى طالت كل قطاعات الحياة التي تمس معيشة المواطن بشكل يومي، فبعد المواد الغذائية والخضروات والاتصالات الدولية والمواصلات الداخلية، وصل التلاعب بالأسعار وغياب الرقابة إلى النقل بين المحافظات،
ضاق المواطن السوري ذرعاً، من تلاعب التجار بالأسعار ورفعهم لها بشكل غير منطقي، وكانت الحكومة والجهات الرسمية ملاذه الوحيد لشكوى حاله، إلا أن الأمل بالحل بدأ بالتضاؤل والتلاشي شيئاً فشيئاً على حد تعبير البعض، والملاذ الآمن بالنسبة إليهم بدا بمظهر التاجر، .
عانى المواطن السوري ما عاناه في ظل الأزمة الأخيرة، فتبعات المشكلة السياسية الحاصلة في البلاد، ومنعكساتها على الاقتصاد وغلاء الأسعار الذي جارته الحكومة برفع أسعار موادها المدعومة ومنها المحروقات، ضيّقت الخناق على جيوب المواطنين أكثر فأكثر، وخاصة بعد أن فقد الكثير منهم مدخولهم وأعمالهم السابقة،
عشرات العائلات في إحدى الحارات، استطاعت التكيّف والعيش ضمن أكثر سبل الحياة صعوبةً، وأكثر المناطق تأزماً في دمشق، فعلى الرغم من سيطرة «المعارضة المسلحة» على كامل مخيم اليرموك، تمتع أحد أحيائه باستقلالية تامة عن محيطه، وشكل حماية مدنية بواسطة سكانه