زهير المشعان
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
في زمن الأزمة، زمن يحترق فيه الأخضر واليابس.. تنبت سنبلة قمح..
من شقوق الجدران المهشمة.. من شقوق الأرض التي حرقها الجفاف والنار.. اسمٌ على مسمى ( قمح ).. كما هو رمز الخير والحياة والبقاء.. في زمن الموت والجدب..
فنانات وفنانون شباب، خريجو كلية الفنون الجميلة.. يقتحمون هيمنة الكبار واحتكارهم صالات العرض، ويفرضون حضورهم بحماسهم، وأفكارهم، وإبداعاتهم، متحدين ظروف الأزمة والقصف دون خوف.
كانت سورية تعتبر من أوائل الدول عالمياً، في الحماية الوقائية (التلقيح)، حيث لم تسجل أية حالة لشلل الأطفال في عام 2002، ولكن التراجع في دور القطاع الصحي كما القطاعات الأخرى، بدأ يتّسع ويتسارع، بسبب السياسات الليبرالية.
بعد انهيار الاتحاد السوفييتي والمنظومة الاشتراكية،حدثت بلبلة فكرية كبيرة،أمام الدعاية الرأسمالية،وادعاء انتصارها المطلق،وأنها أصبحت القطب الأوحد، وهي نهاية التاريخ.فتخلّى الكثيرون عن أفكارهم ومبادئهم ومواقفهم،وحتى عن أحلامهم واعتبروا أنها كانت وردية..!
نهبت الدول الرأسمالية وما زالت، ثروات الشعوب بشكلٍ مباشر عبر الاستعمار القديم والحديث، أو غير مباشر، عبر أساليب متعددة.. وهذا النهب لم يقتصر على الثروات المادية فقط.. وإنما طال العقول والخبرات العلمية والفنية، والتاريخ والحضارة..!!
يبدو أن حمى البحث الحكوميّ عن الموارد من جيوب ذويّ الدخل المحدود، عبر رفع الأسعار والرسوم والضرائب عليهم، قد انتقلت إلى النقابات التي من المفترض بها أن تدافع عن حقوق منتسبيها، وخاصةً في هذه الأزمة، لكن غالباً ما يحدث العكس..
ما تعرض له الشعب السوري، نكبةٌ كبيرة شملت كل جوانب وجوده وحياته، وصلت إلى حدود الكارثة الإنسانية، خاصةً بعد أن خفّضت منظمة الإغاثة العالمية سابقاً ما نسبته 40% من مهماتها نتيجة نقص التمويل الدولي، ومؤخراً، رفعت الإغاثة عن مليون و700 ألف لاجئ سوري، في الوقت الذي تصرف مليارات الدولارات على السلاح ومناطق الاشتباك والتوتر.
على الرغم من التطور العلمي والتقني، وتطور أساليب وأدوات التعليم الحديث، ما زال الكتاب عموماً، والمدرسي خصوصاً، أحد أهم أركان العملية التربوية التعليمية، واكتساب الثقافة والمعرفة على الأقل في بلادنا.. بينما قطعت الكثير من الدول مراحل كثيرة في تجاوز الكتاب ودوره، باستخدام أساليب وأدوات الكترونية، تتيح للإنسان الحصول على العلم والمعرفة، في أي مكان، وفي أي زمان بيسرٍ وسهولة..!
أنّ تقل الأمطار ويتزايد الجفاف وتعطش المدن والقرى، يمكننا تفهم ذلك.. رغم أنّ ذلك يمكن الاستعداد له، والتخفيف من آثاره، لو أنّ هناك سياسات صحيحة. لكن أن تعطش وأنت على نهرٍ، وأن تذهب الأمطار سُدى وتتحول من نعمةٍ إلى نقمة، فتلك مسألة أخرى..!
أتى العدوان الصهيوني الفاشي الأخير على الشعب الفلسطيني في غزة، في ظلّ تعمق الأزمة الرأسمالية العالمية وبالتالي استمرار تراجع دور المركز الإمبريالي الأهم أي الولايات المتحدة الأمريكية على شتى الصعد اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، وفي ظل تغير موازين القوى الدولية.
مع انفجار الأزمة وتفاعلاتها، وغياب دور الدولة التام وخاصةً في ريف المحافظة وهيمنة المسلحين بمختلف تكويناتهم، أصبح الاستيلاء على الأراضي يتم علناً وبقوة السلاح وقام كثير من أمراء الحرب، وتجار النفط والغاز، وبقية جوانب النهب الأخرى، بالاستيلاء على أراض واسعة، وبناء فيلات ومزارع عليها وشراء سيارات فخمة أو سرقتها واغتصابها، أو شراء العقارات بمبالغ خيالية تفوق أهم المناطق في العاصمة، أو حتى دول العالم.