محمد الذياب
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
يعلق أحد المعارضين، المطالبين بالحرية والديمقراطية، في معرض حديثه عن مسودة الدستور الجديد بأنه سيكون ضده حتى لو كان من أفضل الدساتير في العالم بسبب عدم دعوة التيار الذي ينتمي إليه إلى لجنة صياغة الدستور، وبالطريقة نفسها يعرب الكثير من الناشطين فيسبوكياً عن خيبة أمل مسبقة، لمجرد سماعهم بدستور ما تجري صياغته، بشيء سيقطع شعارات الديمقراطية الباكية وسيل الدموع والنحيب والشحنات العاطفية الكبيرة التي ازدهرت ويزدهر سوقها وسوق أصحابها مع ازدياد منسوب الدماء، التي لم يعملوا على وقف نزيفها بقدر ما أيدوا أو برّروا حمل السلاح في الحركة الشعبية، يخاف هؤلاء من الذهاب إلى العمل السياسي الحقيقي، ولا يملكون الجرأة في تأييد الخطوة الصحيحة أياً كان مصدرها، بل يكتسبون أهميتهم من كونهم «يباركون» الجماهير ويدعمون نضالاتها فحسب...
يحاول البعض في سورية اليوم رد الأزمة التي خرجت إلى السطح في العام الأخير إلى ضعف في كفاءة ونزاهة بعض المفاصل الثانوية في السلطات الثلاثة، التنفيذية والتشريعية والقضائية، ونقصد بالمفاصل الثانوية أعضاء مجلس الشعب، وبعض الوزراء غير الأكفاء، وصغار الموظفين في الوزارات، وبعض القضاة المرتشين، وتقديم كل هؤلاء على أنهم لم يطبقوا توجيهات القيادة السياسية لهم، وأنهم حنثوا بالعهد والثقة التي وضعت بهم، لذا سيكون الحل بعزل هؤلاء أو محاسبتهم، واستبدالهم بآخرين أكثر نزاهة لإكمال «مسيرة» الدولة والشعب....
تختزن الذاكرة الشعبية الكثير من الأقاصيص والحكايا عن الأبطال. وللأبطال في تلك الذاكرة درجات؛ بدءاً من الشجاعة الفردية، وامتلاك سمات طبيعية أو جسمانية عالية، وصولاً إلى مفهوم البطل المؤثر في التاريخ، والذي مارس أفعالاً استمر تأثيرها عهوداً طويلة..
مع تتالي سقوط المدن والبلدات في الآونة الأخيرة بيد التنظيمات الفاشية الجديدة، بدءاً من محافظة إدلب وصولاً إلى تدمر، ارتفعت حصة «التحليلات» الميدانية في إعلام الأطراف المتشددة في موقعي الصراع، لتصب جميعها في طاحون التشويش على تحضيرات الحل السياسي، التي تتصاعد وتيرتها بنحو موازٍ
بعد مرور أربعة أعوام على انفجار الصراع الدامي والمدمر على الأرض السورية، يغدو من الضروري إعادة مناقشة مفهوم الوطنية مجدداً. حيث عمل المتشدّدون، الذين يشكلون نسبة ضئيلة من السوريين، على تشويه مفهوم الوطنية في إطار الصراع السياسي- الإعلامي فيما بينهم، وكانت النتيجة هي أن أعطى كل طرف منهما الحق لذاته في إخضاع الغالبية العظمى من السوريين لمعايير «الوطنية» بما يتلاءم مع برنامجيهما المعروفين، «الحسم» أو «الاسقاط»..
أثارت تلميحات وزير الخارجية الأمريكي بـ«استعداد واشنطن للتفاوض مع النظام» ردود أفعال متباينة لدى مختلف القوى. التلميح الذي ينطوي على قدر كبير من التلاعب، على الطريقة الأمريكية المعهودة، والذي جرى نفيه على لسان المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، أثار صدمة المعارضين اللاوطنيين من «الغدر» الأمريكي، وفي الوقت ذاته تهليلاً لدى متشددي الموالاة.
تتقاطع الدعاية السياسية- الإعلامية لمتشدّدي الموالاة مع متشدّدي المعارضة في الهجوم على عناصر الحل السياسي ومفرداته. ذلك الهجوم يتخذ مؤخراً شكل التشكيك و«الطعن» في «أهلية» المعارضة وقدرتها على الخوض في قضايا الحوار والحل السياسي، في ظل التحولات التي تشهدها منذ انفتاح أفق الحل السياسي من جديد
انعقد اللقاء اليساري العربي الخامس في مدينة الرباط المغربية، يومي 20- 21 من شهر فبراير 2015، وكان من المقرر أن يشارك فيه ممثلون عن قيادة حزب الإرادة الشعبية، غير أن صعوبات "لوجستية" تتعلق بسمات الدخول أعاقت ذلك في الساعات الأخيرة. وعلى كل الأحوال صدر عن هذا اللقاء بيان ختامي حمل في طياته العديد من النقاط الإشكالية والتناقضات والنواقص التي تستوجب الوقوف عند أبرزها، بهدف تفعيل النقاش داخل الحركة اليسارية والوطنية العربية للتعاطي مع الوقائع والتطورات والتحديات من منظور علمي، جوهري وحقيقي.
لا تخلو مواقف بعض قوى المعارضة المنتقدة للقاء موسكو التشاوري من «براءة» سياسية، أو حرصاً على إنجاح الحل السياسي؛ والمتتبع لسلسلة المواقف يجد تناغماً وتكاملاً بين تلك «الانتقادات» وبين مواقف قوى المعارضة المتشددة المعادية للحل السياسي والمراهنة على التدخل الخارجي
ليس مصادفة أن تسابق قرارات رفع أسعار المواد الأساسية خطوات الحل السياسي ومحطاته؛ ذلك أن ظهور بوادر تغيرات عميقة على الساحة السورية، لجهة إنهاء الأزمة، تدفع قوى الفساد الكبير نحو غذّ السير باتجاه فرض نموذجها الذي تريد كأمر واقع.