مجرد امرأة..
لا تعرف الأفكار والمشاعر جنساً، ولا يهمها الجسد الذي تحط فيه.. فالشعور بالظلم والحنق واحد، والشعور بخيبة الأمل وتلاشي الرغبات والأحلام واحد.. وبالمقابل الرغبة في الانعتاق أيضاً واحدة، والرغبة في إحداث التغيير وبناء المستقبل واحدة...
لا تعرف الأفكار والمشاعر جنساً، ولا يهمها الجسد الذي تحط فيه.. فالشعور بالظلم والحنق واحد، والشعور بخيبة الأمل وتلاشي الرغبات والأحلام واحد.. وبالمقابل الرغبة في الانعتاق أيضاً واحدة، والرغبة في إحداث التغيير وبناء المستقبل واحدة...
تخيّل أن تكون معلّقاً في الهواء، لا أرض تحتك تثبت أقدامك عليها، ولا حبال تتدلى من السماء كي تتسلقها نحو الأعلى.. أنت هناك في الفراغ: لا تستطيع التحكم بجسدك أو تقدير ثقله، لا مجال للشعور بالتعب أو الرغبة في التوقف عن الطوفان لأن في السكون سقوطك في حفرةٍ لاقاع لها..
«وظل الحال كذلك حتى...»..
ما زال ذاك الجد يجرجر أقدامه كل صباحٍ إلى الدكان كي يشتري جريدة اليوم. يفتح عقله، ويوسّع صدره كي يقرأ ما قد يكتبه شبّانٌ في عمر حفدته. هو طقسٌ ربما، والطقوس أحياناً تفرغ من معانيها، لكن ممارسيها يبقون أمينين على تكرارها يوماً بعد يوم. هناك غواية ما في انتظار الجريدة كي تصل إلى المطبعة وتخرج في اليوم التالي بآلاف النسخ التي تنتشر عبر المدن والبلدات، لكن متى توقّفت الصحافة عن أن تكون مهنة الغوايّات؟!
يسيرون بخطاً صغيرة أثقلتها آثار النعاس، وحقيبة المدرسة، وهواء الصباح البارد، يصلون إلى الباحة ليقفوا وراء بعضهم صفاً منتظماً، الأقدام متلاصقة مستقيمة، الأيدي ممدودة، والعيون الصغيرة تنظر إلى الأمام.. يبدأ الجميع بتنفيذ إيعازٍ متكررٍ رتيب، تتحرك الشفاه مرددةً شعارات ووعوداً، وترتفع النظرات بالتدريج مراقبة قطعة القماش الملونة وهي ترتفع في السماء.
منذ الأيام الأولى لسكني في الحيّ الدمشقي القديم، بدا لي أن القطط وطيور الحمام والغربان، كأنهم المالكون الحقيقيوّن للحي، هم أصحاب المكان الأصليّون، وكل ما عدا ذلك طارئ. بدت الفكرة مضحكة، أن يتطفّل هذا العدد من البشر على ملكيةٍ تعود لكائناتٍ أخرى، لكن ذلك كان حال الأمر.
علاقة الإرهاب بالإعلام مُركبّة. بل الحقيقة أن الكثير من علماء الاتصال يؤكدون أن «الميديا» تشكل جزءاً بنيوياً من وجود الإرهاب كظاهرة. الإرهاب كما يقولون، يستهدف أولاً وأخيراً أولئك الآمنين الذين يشاهدون أعمال القتل والذبح من غرف معيشتهم، ولا يستهدف حقاً من تم احتجازهم، إغراقهم، إحراقهم. أو إطلاق النار عشوائياً عليهم.
بمزيدٍ من الرضا والتسليم، نعت وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى، عضو مجلس النواب، ورئيس حزب المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي. الصديق القديم للولايات المتحدة الأمريكية، الذي توفي عن عمرٍ يناهز 71، في ظروف مشبوهة وإدعاءات أطراف عراقية بأنه مات مسموماً.
«إنه الشتاء». تقول ذلك قطرات المطر الأولى التي بللت أرض الشرفة والشباك ونبتة الغاردينيا عند باب البيت. بالرغم من أن الخريف منحنا وقتاً كي نستعد، وبالرغم من أن الشتاء يأتي دائماً في الموعد نفسه. أشعر هذا العام بأنه باغتني. وأنا أكره المفاجآت.
تتطلب كتابة القصص الإخبارية أخذ آراء ووجهات نظر متوازنة، لبناء قصة صحفية تقارب الحقيقة. ومن هذا المنطلق، لا بد من تنبيه القارئ بأن ما سيقرأه هنا، لا يخضع للمعايير الصحفية المتعبة. فالحكاية التي يوشك على سماعها، تكتفي فقط بوجهة نظرٍ واحدة. هي حكاية أحد المستشفيات الحكومية كما يرويها طفلٌ في الحادية عشر من عمره.