محمد علي طه
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
مما لست أنساه وهو كثير، ما تعلمته من الندوات التثقيفية والمدارس الحزبية، والكونفراسات والاجتماعات المكرسة لشرح الأوضاع السياسية، أن كل قضية تطرح على بساط البحث، تناقش بصورة رفاقية، وقد تصدر آراء، وكثيراً ما صدرت، آراء مناقضة لرأي المسؤولين في الهيئات، والتي وجب ويجب أن تناقش بشكل ديمقراطي للوصول إلى قرار جماعي، وهذا يعني أن احترام آراء الرفاق يهيئ ويساعد في تطوير العمل والأداء، بل وخلق كادر واثق من نفسه وقادر على مجابهة الصعوبات، وعلى تنفيذ المهمات بنجاح أكبر.
الطبقة العاملة في سورية طبقة حديثة العهد، وهي تنمو عددياً ويزداد تمركزها خصوصاً بفضل بناء مؤسسات القطاع العام ويتعاظم وعيها ويتعمق بإطراد حسها الطبقيّ ويزداد تأثيرها في حياة البلاد، وتتسع صفوفها بانضمام فئات من أبناء الفلاحين الفقراء، وكذلك أبناء فئات من البرجوازية الصغيرة إليها وتتحول فئات كبرى منها إلى بروليتاريا صناعيّة طليعيّة ومع ذلك فلا تزال نسبتها إلى مجموع السكان القادرين على العمل منخفضة. وكما هو معروف فللطبقة العاملة السوريّة تنظيم نقابيّ واحد، وتغتنيّ تجربتها من خلال نضالها.
كعادتي التي أدمنت عليها، أزور الرفاق والأصدقاء، ففي حنايا القلب وفي تلافيف الدماغ عرفان لكل من بنى لبنة في صرح الحزب، ولكل من عمل ويعمل لخير الشعب والوطن. زرت الصديق الشاعر عبد الغني العظمة، استعدنا خلالها الكثير من الذكريات ولاسيما المرتبطة بأمهاتنا الراحلات.
أيها العمال والعاملات، يا جماهير شعبنا:: إن الطبقة العاملة السوريّة، هي مناضل طليعيّ ضد الامبرياليّة والصهيونيّة والرجعيّة، وهي السند الرئيسيّ لنهج سورية الوطنيّ المعاديّ للإمبرياليّة، وقدمت وتقدم للوطن عرقها وجهدها وكل طاقاتها، من أجل زيادة الإنتاج، ورفع قدرات الوطن وتعزيزها، وتأمين حياة لائقة وعيش كريم للجماهير الشعبية، وقد دوّى صوتها عالياً في المؤتمرات النقابيّة السنويّة، ورفعت مطالبها وشعاراتها النضاليّة التي هي في الواقع خير تعبير عن مطالب جميع الكادحين بسواعدهم وأدمغتهم، بمن فيهم العمال الزراعيون والفلاحون والحرفيون والصناعيون وصغار الكسبة وسائر الجماهير الكادحة.
عادت بي الذاكرة ليلة أمس إلى العام الدراسي 47-1948 أيام كنت في الصف الثالث الابتدائي بمدرسة الصاحبة الواقعة بين حارة أبي جرش وجامع أبي النور في حارة الأكراد (ركن الدين) حين كانت أسرتي تقيم في مقبرة صغيرة مشهورة تضم قرابة عشرين قبراً أقدمها يعود لأجدادنا في العهد الأيوبي، وأحدثها قبر عمي أبو طه، وكانت الغرفة التي أنام بها مع إخوتي قرب باب «البيت».
المؤلم والمربك في آن واحد، أن تحب وتكتم... أن تعاني وتنطوي على جراحك صامتاً.. أن تمتلك ناصية اللغة ومفرداتها، وتعجز أن تصوغ بضع كلمات... أن تفيض جوانح قلبك حنيناً وشوقاً، ويطول درب سفرك في بيداء نادرة الينابيع والواحات... أن ترى أغلى الناس وأحبهم إليك، ولا تستطيع أن تترجم أحاسيسك الصادقة نحوه... أن تمتلئ راحتاك بمواسم الأمل، وتهرب من بين أصابعك غلال المواسم.
تتميز السنوات الأخيرة في سورية، بأن الطبقة العاملة يزداد وزنها باستمرار في حياة البلاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكذلك تتطور حركة العمال النقابية، وكل ذلك يجري رغم جميع الصعوبات، ورغم حرمان الشعب حرياته الديمقراطية، ورغم حرمان العمال حرياتهم النقابية والتضيق عليها بشتى الوسائل.
تتميز السنوات الأخيرة في سورية، بأن الطبقة العاملة يزداد وزنها باستمرار في حياة البلاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكذلك تتطور حركة العمال النقابية، وكل ذلك يجري رغم جميع الصعوبات، ورغم حرمان الشعب حرياته الديمقراطية، ورغم حرمان العمال حرياتهم النقابية والتضيق عليها بشتى الوسائل.
إن جماهير العمال تهتم كثيراً بمطالبها وبتحسين معيشتها، غير أنها بالوقت نفسه تتأثر بالقضايا السياسية والوطنية التي يعيشها وطنها وشعبها، لأن لهذه القضايا السياسية والوطنية التي يعيشها وطنها وشعبها علاقة وثيقة أيضاً بمعيشتها وظروف حياتها، ولها تأثير مباشر على أوضاعها الاقتصادية نفسها.
أناخت الأزمة «السورية» بثقلها على صدور أبناء شعبنا لتزيد همومهم هموماً مضاعفة، ومعاناتهم أوجاعاً فتاكة، وفي كل يوم، بل في كل ساعة تسمع أخباراً عن أحداث وحوادث تنغض حياة الناس (إلا المستفيدين من استمرار الأزمة والنزيف، الفاسدين المفسدين تجار الحروب وحيتان النهب وطاغوت الظلامين الخارجين من بؤر العفن والوحشية) فيجد الناس بغالبيتهم أنفسهم «عاجزين» عن إدراك الكثير مما يجري، وأقله صعوبة العيش، فقد صار المواطنون أرقاماً تتداولها الإحصائيات كنازحين ومهجرين ولاجئين ومغيبين ومختطفين وضحايا القصف والقذائف والتفجيرات والذبح والمذابح.