ماذا تقول يا صاحبي تداعيات
* أسعد الله صباحك ومساءك، أسبوعان مرا ولم أرك خلالها لو مرة واحدة،أين كنت؟ وما الذي شغلك عنا يا صاحبي فنسيت لقاءنا المعتاد بشلة الأصدقاء كل اثنين وخميس؟
* أسعد الله صباحك ومساءك، أسبوعان مرا ولم أرك خلالها لو مرة واحدة،أين كنت؟ وما الذي شغلك عنا يا صاحبي فنسيت لقاءنا المعتاد بشلة الأصدقاء كل اثنين وخميس؟
● دون غوص في التفصيلات، ومن غير سعي وراء التنظير والتخمينات، وبعيداً عن جموح الخيال إلى عالم التصورات والتهويمات، ثمة تساؤلات كثيرة وهامة ومشروعة، تجهر بها ألسنة الناس صباح مساء، من أبرزها وفي مقدمتها الأسئلة التالية: أين نحن؟
لقد وعدتني ـ إن فسرت تساؤلاتك الثلاثة ـ أن تفتح لي قلبك، وتحدثني عما يشغل بالك ويثير قلقك.. وها أنا فاعل ما طلبت: تفسير التساؤل الأول: القيادة وبالشكل الذي ذكرته أنت ليست قيادة جماعية بل جمعية بيد محددة.. وتفسير التساؤل الثاني: إنه سيف الانتقام والتشفي على من رفض الاستزلام والاستسلام.. إنه بصريح العبارة إعلان نعي للنظام الداخلي.. وتفسير الثالث: إنه، وبنية حسنة، تجسيد لعقلية هكذا وجدنا آباءنا، وبحسن نية هو الانتهازية بعينها. والان دورك لتفي بوعدك وتجهر بما في صدرك.
• لكل حادث كما يقال حديث، وهذا ماعودتنا عليه الصحافة وبخاصة اليومية منها، فهي تسارع إلى إحاطة كل واقعة بحديث، مثال ذلك الخبر الذي طالعتنا به إحداها صباح اليوم التالي لأيام العيد، تحت عنوان «الغلاء إلى غلاء» ففيه تذكير بما اكتوى ويكتوي به المواطنون من نار الأسعار التي شملت كل السلع من ألبسة وأشربة وأغذية وغيرها، كرمى عيون الشهر الفضيل والعيد السعيد،وبمباركة قوى الانفتاح الاقتصادي، وعلى أيدي «المنخرطين» في دروب توجهاتها على حساب لقمة الجماهير وحاجاتها الأساسية.
ضيف زاويتنا لهذا العدد قيادي شيوعي قديم، هو الرفيق خالد جميل حمامي من تنظيم الرفاق في تنظيم (النور).
قلت له: دون الدخول في الإفاضة والاسترسال.. لماذا تلح على أن يكون الجواب على لسان غيرك؟! لماذا لا تسأل نفسك وتجيب بلسانك.. فأنت كما الكثيرون تعرف أن الإنسان الواعي يقف في الموقع الذي يختاره بقناعته وإدراكه.
قال: أعرف أن من يسعى إلى وحدة الصف ينأى بنفسه عن الغرق في الهامش والهامشيات.
- قبل أيام قليلة قلت لي: ذاب الثلج وبان المرج, واليوم أسألك: أما زال المرج واضحا أمام عينيك تراه بكل امتداداته, وتبصر ما فيه من زرع وضرع أم أن المناظر عادت وغطتها السحب الكثيفة من جديد لتحيلها إلى متاهة تختلط فيها الرؤية أمام عيون العابرين فتتعثر خطاهم بألف مطب ومطب؟!
● إن أردت الواقع, لقد اختلطت عندي المناظر, واضطربت الرؤية, وصار من الصعب على أمثالي استيعاب الأمور, فكيف أتبين حقيقة ما أراه أمامي من مشاهد, وفي المقدمة منها وجوه الحكام وقد تجهمت وهم يواجهون عدسات كاميرات محطات التلفزيون ليدلوا بما «لديهم»
كعادتنا نحن طلاب المرحلة الإعدادية والثانوية في أوائل خمسينيات القرن الماضي، كنا في ترقب شبه يومي لقيام المظاهرات الطلابية التي تندفع إلى شوارع المدينة من أكثر من موقع حيث تتواجد مدارسنا، لنشارك بكل الحماسة والاندفاع في التظاهر، وترديد الأناشيد الوطنية، وإطلاق الشعارات والهتافات المدوية، منددين بالحكم العسكري الديكتاتوري، وممجدين نضال شعبنا الذي حقق الجلاء وطرد الاحتلال الفرنسي، وداعين للحفاظ على الاستقلال الوطني وحرية الشعب وفاءً لتضحيات آلاف آلاف الثوار والشهداء من أبناء سورية البطلة، ولهذا بالذات كانت مشاركتنا في المظاهرات تأكيداً حياً لإثبات انتمائنا الوطني، وجدارتنا أن نكون أبناء وأحفاد أولئك الأبطال الميامين.
دمشق.. خمسينيات القرن الماضي حلم رائع مر في عمر ووجدان الوطن الغالي.. شعّ حرية وديمقراطية وفرحة وسعادة في ضمير كل من تشرفوا بالعيش في تلك المرحلة الموارة بنهوض شعبي وطني أكثر من عظيم.
سنوات كانت الجمهورية السورية قلعة التحدي وملحمة التحرر، وكان شعبها محط أنظار العالم، وموضع تضامن الشعوب، بما كان يجترحه يومياً من انتصار في وجه أعدائه المتربصين به من كل جانب.
ما انفكت قوى النهب والفساد تمزق أوردة الوطن منذ عدة عقود، وتسلب خيراته، وتبيح ثرواته، تكدسها أموالاً (بالعملة الصعبة) في البنوك الخارجية، وإذا كان هدفها فيما مضى، الإثراء السريع وكنز (الدولارات) بأرصدة ضخمة على حساب الخزينة العامة ولقمة الجماهير الكادحة