ماذا تقول يا صاحبي " المارون بين الكلمات العابرة "
- قبل أيام قليلة قلت لي: ذاب الثلج وبان المرج, واليوم أسألك: أما زال المرج واضحا أمام عينيك تراه بكل امتداداته, وتبصر ما فيه من زرع وضرع أم أن المناظر عادت وغطتها السحب الكثيفة من جديد لتحيلها إلى متاهة تختلط فيها الرؤية أمام عيون العابرين فتتعثر خطاهم بألف مطب ومطب؟!
● إن أردت الواقع, لقد اختلطت عندي المناظر, واضطربت الرؤية, وصار من الصعب على أمثالي استيعاب الأمور, فكيف أتبين حقيقة ما أراه أمامي من مشاهد, وفي المقدمة منها وجوه الحكام وقد تجهمت وهم يواجهون عدسات كاميرات محطات التلفزيون ليدلوا بما «لديهم»
- هلا قدمت بعض الشواهد لأعرف ما تعنيه بدقة ووضوح؟!
● نعم سأقدم إليك أكثر من شاهد ودليل, و«سأتجاوز» عن وجوه حكام أمريكا والكيان العنصري الصهيوني, وأبدأ بوجه حسني مبارك ثم وجه ملك السعودية إلى وجه ملك الأردن. وذلك خلال «مرحلتين اثنتين» مرحلة بداية الحرب على لبنان والمرحلة الحالية.
- وما التداخل الذي أشكل عليك في ذلك؟ ففي هذا المجال الأمر غاية بالوضوح,و لعلك تعني تلك الانفعالية التي بدت على وجوههم وفي أصواتهم, وهم يتحدثون بما «لقنوه من كلام» لا يمتلكون القدرة على تغيير حرف منه ,لقد رأينا هؤلاء الحكام, وهم يدلون بما لديهم, وقد داهمتهم لوثة التخبط, وهم يتحدثون عن لبنان وفلسطين, لقد خذلتهم محاولة الظهور بمظهر الهدوء والاتزان بصفتهم حكام دول عربية فبدوا «بلطجيين» أبعد ما يكونون عن مظهر المسؤولين أصحاب المكانة المعروفة ,أصحاب القضايا والمواقف التي تلتزم حق شعوبهم في الحرية والكرامة والعيش العزيز.
● نعم وبخاصة عندما يضطرون إلى الحديث عن القتال والمقاتلين فليس في قاموسهم كلمة مقاومة. وكأنها وحش ترتعد منه فرائصهم!!
- هذا يا صاحبي أمر واضح , فكلمة مقاومة لا تكون إلا في قواميس الشعوب, أما المارون «كما قال محمود درويش» بين الكلمات العابرة فهم أيضا كلمات عابرة!!.
●هنا صلب الموضوع, وهذا بالضبط ما أريد أن تحدثني عنه, كي لا تتداخل الأمور, وتختلط المسائل, وبالتحديد: من يسطر الكلمات الراسخة في صخر الواقع حية في ضمير ووجدان الناس لتبقى أبدا مشاعل تضيء القلوب والعقول والدروب؟ لا تذروها الرياح ولا حتى الأعاصير؟!.
- الذين يسطرون تلك الحقائق الراسخة هم المناضلون المقاتلون في سبيل سعادة وكرامة وحرية شعوبهم, هم الذين وحّدهم خندق الإنسانية في وجه أعدائها أعداء الحياة . ذلك الخندق الذي يفتح صدره لكل الأحرار من كل أصقاع الأرض من كل عرق وجنس ولون. هؤلاء الأحرار الذين يبنون اليوم صرح جبهة عالمية تتحدى جبروت تجار الحروب ناهبي خيرات الشعوب وجهد وعرق ودم الكادحين في طول الأرض وعرضها, ويشمخ في مقدمة فصائلها بمنطقتنا الملتهبة رجال المقاومة الباسلة في فلسطين والعراق ولبنان, هؤلاء الأبطال الذين رفعوا جباهنا, وأحيوا أملنا, وألهبوا عزائمنا, لنشاركهم معارك الشرف والحرية والكرامة في تحرير الجولان بالمقاومة والقتال.
● أحسنت القول فقد آن الأوان ليحتضن الجولان رجال المقاومة طليعة التحرير والنصر.وكما قالت فيروز: الآن الآن وليس غدا.
- أجل هذا هو طموح أبناء شعبنا وأملهم, إن اقوى وأفضل دعم للمقاومة في لبنان وفلسطين والعراق هو بعث المقاومة في أرض جولاننا المحتل. إن الثقة تعمر نفوسنا, و تشحذ عزيمتنا, ونسائم العزة والنصر تهب ملء صدورنا, وما يثلج قلوبنا وجوانحنا هو هذا الاصطفاف الرائع في ميدان مجابهة الامبريالية والصهيونية,ما نراه على أرض الواقع ومن أمثلته الساطعة ذاك العناق الحار بين الرئيس الفنزويلي شافيز والرئيس الإيراني أحمدي نجاد, وليس عناق «رايس سنيورة»..... فماذا تقول يا صاحبي؟!.