من الأرشيف العمالي أصحاب القرار

ما انفكت قوى النهب والفساد تمزق أوردة الوطن منذ عدة عقود، وتسلب خيراته، وتبيح ثرواته، تكدسها أموالاً (بالعملة الصعبة) في البنوك الخارجية، وإذا كان هدفها فيما مضى، الإثراء السريع وكنز (الدولارات) بأرصدة ضخمة على حساب الخزينة العامة ولقمة الجماهير الكادحة

فإنها الآن، ومع تغير الاستراتيجيات والأولويات، تسعى مع حلفائها الداخليين (قوى السوق) والخارجيين (قوى العولمة) إلى ابتلاع (الجمل بما حمل) من خلال تقويض الاقتصاد الوطني، وإنزال الضربات المتلاحقة بالقطاع العام، وتوجيه الحراب إلى صدور كل من يحاول التصدي لها، وإعاقتها عن تنفيذ مآربها إن الهجوم الواسع الذي يتعرض له قطاع الدولة المنظم والمقونن من غايته تحميله تبعات ما آل إليه اقتصادنا الوطني من ضعف ووهن والواجب الآن أن نقول: إن ما أصاب قطاع الدولة من هذا الواقع ليس في قطاع الدولة ذاته، إنما السبب الرئيسي هو آلية النهب الكبيرة والواسعة التي تعرض لها خلال العقود الماضية بأشكال مختلفة ومتنوعة، واستطاع الناهبون من خلالها تكوين ثروات طائلة.
لابد من إعادة استثمارها ثانية بشكل شرعي وقانوني، ليس هذا فقط، بل لابد من أن يكونوا أصحاب القرار في مقدرات البلاد والعباد.
 
قاسيون العدد /210/ الخميس 27 تشرين الثاني 2003