ماذا تقول يا صاحبي إذا كانت القضية...
• لكل حادث كما يقال حديث، وهذا ماعودتنا عليه الصحافة وبخاصة اليومية منها، فهي تسارع إلى إحاطة كل واقعة بحديث، مثال ذلك الخبر الذي طالعتنا به إحداها صباح اليوم التالي لأيام العيد، تحت عنوان «الغلاء إلى غلاء» ففيه تذكير بما اكتوى ويكتوي به المواطنون من نار الأسعار التي شملت كل السلع من ألبسة وأشربة وأغذية وغيرها، كرمى عيون الشهر الفضيل والعيد السعيد،وبمباركة قوى الانفتاح الاقتصادي، وعلى أيدي «المنخرطين» في دروب توجهاتها على حساب لقمة الجماهير وحاجاتها الأساسية.
- إذا كانت المسألة تتعلق فقط بقضية الأجور والمنح والامتيازات والغلاء والمواد والحاجيات فالمشكلة يمكن حلها!!
• وفي مجال النقل والمواصلات فاختناقات المرور في شتى شوارع المدينة وما تنفثه الآليات من غازات ودخان تهدد صحة المواطنين وسلامة البيئة بأفدح الأخطار، ناهيك عن إشغال الطرقات والأرصفة وما يصيبها من حفريات متتابعة وتجديد وتزفيت وتبديل بلاط تتحدى نظام السير و...
- إذا كان الأمر يقتصر فقط على قضية النقل والسير والإشغالات وإطلاق الزمور وعدم تشغيل العدادات ومبيت السيارات على أرصفة المشاة فالمشكلة يمكن معالجتها!!
• وفي مجالات المعاملات في دوائر الدولة وإداراتها ومؤسساتها الخدمية والوظيفية والحقوقية والضريبية وفي الجمعيات السكنية وأسعار العقارات والبيوت، فحدث ولاحرج عن المعاناة التي يكابدها الناس وفي مقدمتها ضياع الوقت ودفع الأتاوات التي أصبحت علنية الأثمان، وهدر كرامة المواطن الإنسان إزاء الأساليب الهجينة المشينة التي يتعرض لها المواطنون في الوصول إلى إنجاز معاملاتهم وتحقيق متطلباتهم.
- إذا كانت القضية تتعلق فقط بالمعاملات والأتاوات وهدر الكرامة والوقت والمال فالمشكلة يمكن التصدي لها وإيجاد الحلول المناسبة!
• وفي مجال الإصلاح والإنتاج وقانون الأحزاب والانتخابات فالعربة متوقفة، إن لم نقل كما هو الواقع فعلاً في انكفاء وتراجع، والفاسدون والمفسدون يزدادون قوة ونفوذاً، وهم قادرون ـ كما نسمع ـ على إزاحة كل من يتصدى لفسادهم، بالترغيب أو الترهيب وإلصاق التهم الجاهزة بكل شريف «يتجرأ» على كشف فسادهم وفضح إفسادهم و....
- إذا كانت المعضلة تتعلق فقط بالإصلاح والإنتاج والفساد والمفسدين ومسلسلات إفسادهم واستهتارهم بالوطن والشعب وعمليات الشفط والنهب فهي ليست عصية على الحل!!
• وفي مجال الاستعداد لمجابهة الأخطار الخارجية و«الداخلية» التي تترصد السيادة الوطنية ومصير البلاد والشعب، فلا تلمس توجهاً جدياً، ولاترى خطوات فعلية عملية لدرء الأخطاء الداهمة ولجم المؤامرات الأمريكية والصهيونية والظلامية الشاخصة جهاراً نهاباً في الوعيد الصارخ باستهداف شعبنا وبلادنا ومنطقتنا بالكامل.
- إذا كانت الحالة تتعلق فقط بالتصدي للأخطار المتربصة بنا من كل حدب وصوب، فالمشكلة سهلة الحل!!
• لقد أضجرتني . . . توقف عن هذرك واستخفافك بوطأة وخطورة المشكلات الكبيرة التي تجابهنا شعباً ووطناً.
- صدقني إذا كانت القضايا والأمور والمسائل والأحوال تتعلق فقط بـ... و .... و... و... فالمشكلات ليست مستحيلة الحلول !! فماذا تقول يا صاحبي؟.!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 285