سوتشي VS الفضاء القديم
وضعت واشنطن وبعض القوى الأوروبية كامل ثقلها خلال الشهر الأخير، ضمن اتجاه واضح هو: «العمل لإفشال سوتشي»، بوصفه «محاولة للانحراف» عن جنيف وعن 2254. وفي هذا الإطار يمكن أن ندرج ما يلي:
وضعت واشنطن وبعض القوى الأوروبية كامل ثقلها خلال الشهر الأخير، ضمن اتجاه واضح هو: «العمل لإفشال سوتشي»، بوصفه «محاولة للانحراف» عن جنيف وعن 2254. وفي هذا الإطار يمكن أن ندرج ما يلي:
عرضنا في العدد السابق من قاسيون، وتحت عنوان (راند_ النصرة... صندوق باندورا)، التوجهات الأمريكية في ما يخص سورية، والتي باتت علنية تقريباً. ولكي نتابع البناء فوق ما عرضناه، نلخص هنا بشكل مكثف هذه التوجهات:
أصدر مركز راند الأمريكي للأبحاث (RAND Corporation) الشهر الماضي، الجزء الرابع من سلسلته «سلام لأجل سورياً»، والذي صاغ بقدر لا بأس به من الوضوح ما أسماه (انتقالاً سياسياً من تحت إلى فوق)!
تبدو بعض المواقف المتشددة التي لا تزال تطرحها فئات وشخصيات في منصة الرياض أو ما تسمى الهيئة العليا للمفاوضات، ملتبسة وحتى غير مفهومة...
يمكن لمن ابتلي بمتابعة سيل الهرطقات التحليلية اليومية المتعلقة بالأزمة السورية، سواء عبر الشاشات ومحلليها، أو عبر الصحف والمواقع ومستكتبيها، أن يلتقط مجموعة من الدرر الفكرية الأساسية التي يتقاطع بها «مفكرون» و»محللون»، محسوبون على النظام ومحسوبون على المعارضة… وهنا نعرض لبعضها:
بدأت خلال الفترة الأخيرة أصوات «من نوع خاص» تصعد هجومها على جماعة «الإخوان المسلمين»، بل وتحملها المسؤولية الكاملة عما وصلت إليه «أحوال الثورة»، ابتداء من تسليح الحراك السلمي و»أسلمة الثورة»، ومروراً بطلب التدخل الخارجي والارتباط بالأجندات الإقليمية والدولية، والسيطرة على كيانات المعارضة التي تم استحداثها خلال الأزمة، من المجلس الوطني إلى الائتلاف إلى الهيئة العليا، ووصولاً إلى إعلان تلك الجماعة عدواً للشعب السوري وللثورة السورية...
رغم انطلاق الثورة الفلسطينية في ستينيات القرن الماضي، كامتداد لنضال الشعب الفلسطيني منذ وعد بلفور، واستمرار هذه الثورة بشكل أو بآخر حتى الآن، إلا أن الكيان الصهيوني عاش منذ الستينات فترة ذهبية انتهت منذ سنوات قليلة فحسب!
بالتوازي مع حملات التحريض البائسة ضد منصة موسكو، والتي تشنها بضع جهات متشددة، متلطية تحت أقنعة متعددة، منها الديني ومنها العلماني بل وحتى «اليساري»، يجري رمي جملة من الأكاذيب الهادفة إلى تشويه مواقف المنصة وتحريفها، لتنسجم مع الدعاية المضادة التي يراد بثها.
تبدو جولات جنيف المتعاقبة، بعدّادها الرقمي المتصاعد، عبثاً كلياً بالنسبة للكثيرين. ليس الأمر من قبيل المصادفة قطعاً، بل هو بفعل فاعلين كثر؛ يجمع بينهم انتماؤهم إلى قوى العالم القديم - الأميركي الطابع والهوية. يشمل هذا القول قوى الفساد الكبير داخل النظام السوري وأشباههم في المعارضة، إلى جانب قوى إقليمية عديدة، وتيارات ضمن القوى الدولية. وإلى جانب هؤلاء، من تنطلي عليهم الألعاب الإعلامية ويفوتهم فهم ما يجري حقاً من تغير في ميزان القوى الدولي، سواء كانوا من عامة الناس، أم من «السياسيين».
قرأت باهتمام زاوية الكاتب المحترم حسن م. يوسف في صحيفة «الوطن» يوم الأحد 24 من الجاري، تحت عنوان «التكامل بين الأخلاق والسياسة»، التي يعلّق فيها على كلام جاء على لساني خلال اشتراكي يوم الأربعاء الماضي في حلقة من برنامج لعبة الأمم على قناة الميادين.