الدعم الأمريكي... يا ناطر الدبس!
عرضنا في العدد السابق من قاسيون، وتحت عنوان (راند_ النصرة... صندوق باندورا)، التوجهات الأمريكية في ما يخص سورية، والتي باتت علنية تقريباً. ولكي نتابع البناء فوق ما عرضناه، نلخص هنا بشكل مكثف هذه التوجهات:
أولاً: (الهدف_ الحلم): ينبغي استمرار الحرب في سورية أطول مدة ممكنة، وينبغي العمل لتوسيع نطاقها لتنتقل إلى الدول المجاورة.
ثانياً: لتحقيق ذلك ينبغي منع تنفيذ 2254، وبدلاً عن ذلك تنفيذ انتخابات مجالس محلية في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، والبدء بعملية إعادة إعمار وهمية على الطريقة اللبنانية.
ثالثاً: ينبغي بقاء النظام على حاله، وضمن مناطقه، وينبغي تعزيز دور النصرة لإبقاء المعركة مستمرة، ما يقود فعلياً إلى تقسيم سورية كأمر واقع، وإن بقيت بالمعنى القانوني دولة واحدة.
على ضوء ما تقدم، فإنّ ما يثير الاستغراب حقاً، هو: استمرار بعض أطراف المعارضة في التعويل على الدعم الأمريكي تحت شعار (الضغط على روسيا للالتزام بالقرار 2254) ولكي تتراجع الولايات المتحدة عن (إيقاف برنامجها لدعم المعارضة المعتدلة)! وهذا ما ذهب إليه رئيس وفد المعارضة إلى جنيف، في حديثه إلى قناة الحرة خلال جولة له في نيويورك وواشنطن.
وكذلك يفعل الوفد الموجود حاليا في واشنطن باسم «الجيش الحر»... وليست بعيدة عن هذا الجو أيضاً تصريحات آلدار خليل المنشورة في جريدة الوطن بتاريخ 14 كانون الثاني، الواهمة والمعتقدة بالدعم الأمريكي واستمراره واستمرار الأزمة.
إذا كان الأمريكيون أنفسهم، يعلنون خططهم المعادية للقرار 2254، فهل وظيفة المعارضة أن تشرعن الدور المعادي لتنفيذ القرار 2254؟! ربما هي وظيفة البعض!
ينبغي أن نضيف إلى ذلك، أنّ من له عينان ليرى، عليه أن يمحّص النظر في سلسلة الخيبات التي مرت وتمر بها الولايات المتحدة، من كوريا الشمالية، إلى أميركا اللاتنية، مروراً بأوروبا، وإيران وسورية، والعراق، وأوكرانيا، وغيرها، وعلى الصعد السياسية والاقتصادية والعسكرية. وليعوّل حينها قدر ما يشاء على دور الولايات المتحدة، ولينتظر منها ما ينتظر!