لماذا يهاجمون «الإخوان المسلمين»؟

لماذا يهاجمون «الإخوان المسلمين»؟

بدأت خلال الفترة الأخيرة أصوات «من نوع خاص» تصعد هجومها على جماعة «الإخوان المسلمين»، بل وتحملها المسؤولية الكاملة عما وصلت إليه «أحوال الثورة»، ابتداء من تسليح الحراك السلمي و»أسلمة الثورة»، ومروراً بطلب التدخل الخارجي والارتباط بالأجندات الإقليمية والدولية، والسيطرة على كيانات المعارضة التي تم استحداثها خلال الأزمة، من المجلس الوطني إلى الائتلاف إلى الهيئة العليا، ووصولاً إلى إعلان تلك الجماعة عدواً للشعب السوري وللثورة السورية...

قد يطرب البعض للكلام السابق، لأنه كلام حق بمعظمه، لكن ما ينبغي الوقوف عنده جدياً هو توقيت هذا الكلام، وطبيعة الأصوات والتي «من نوع خاص» التي تقود هذا الهجوم؛ فنحن لا نتحدث هنا عن القوى الوطنية الجدية التي لم تته يوماً عن حقيقة عمالة هذه الجماعة تاريخياً، ولا عن حقائق ارتباطها وولوغها بالدم السوري، بل نتحدث عن أصوات لها نكهة «يسارية» و»علمانية» و»ليبرالية»، ساندت طوال الأزمة التدخل الخارجي إما بشكل وقح وعلني، أو بشكل أكثر وقاحة ونفاقاً عبر رفضها للفيتو الروسي الصيني المكرر، الذي منع تدخلاً على الصيغة الليبية والعراقية، وإقرارها الكامل غير المنقوص بالرؤية الغربية بالذات للأزمة السورية، بمفرداتها كلها.
هؤلاء أنفسهم، «اليساريون» المتماهون كلياً ضمن مشروع الإخوان نفسه، يهاجمون اليوم الجماعة ويحاولون تحميلها مسؤولية فشلهم وفشلها، وفشل المشروع الغربي من ورائهم ولماذا؟
التفسير واضح، فالقوى المتراجعة إذ تنقسم وتتشرذم، فإنها تحتاج دائماً كبش محرقة علّ النيران تنشغل به عنها...
بكلام آخر، فإنّ هذه المجموعات الغربية الهوى والخطاب، والمنافقة عبر أشكال «يسارية» و»علمانية» وليبرالية، تحاول إعادة تقديم البرنامج الإخواني- الغربي نفسه، مع ما يلزمه من تعديلات يفرضها الواقع ولا فكاك منها، ولكنها تعيد التقديم هذا ضمن أشكال «ثورية» و»يسارية» و»علمانية»… ولعل نصيب هذه المحاولات من النجاح، يزيد قليلاً عن محاولات تأهيل جبهة النصرة، ولكن قليلاً فقط!

معلومات إضافية

العدد رقم:
828