علاء أبوفرّاج
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
منذ أيام وبعد أسابيع قليلة أعقبت انقلاب قاده ضباط في النيجر، أزاح الجيش في الغابون في صباح الأربعاء 31 آب الماضي الرئيس علي بونغو بعد ساعات قصيرة من إعلان فوزه في انتخابات رئاسية شكلية، الحدث نقل الانقلابات المتعاقبة من منطقة الساحل إلى وسط وغرب إفريقيا، وحمل معه في الوقت نفسه تطورات في المواقف الدولية ولا سيما الغربية، فما الذي يمكن قوله حتى لآن؟
أنهت مجموعة بريكس قمتها الخامسة عشر في عاصمة جنوب إفريقيا جوهانسبرغ، حيث عقدت جلساتها على امتداد ثلاثة أيام من 22 إلى 24 آب الحالي، وتميز الحدث هذه المرة باهتمام عالمي كبير وغير مسبوق، ارتبط بشكل أساسي بجدول أعمال القمة، وقائمة الضيوف الموسعة، هذا فضلاً عن قرارات شكك كثيرون بإمكانية اتخاذها فعلاً.
أثار انقلاب النيجر في شهر آب الجاري حالة من الرعب في أروقة السياسة الفرنسية تحديداً والغربية عموماً، مما طرح الكثير من التساؤلات، انصبّ معظمها في محاولة فهم السبب الحقيقي لهذا القلق، ومن ثم فهم الخيارات المتاحة بالنسبة لواشنطن وباريس، خصوصاً إذا ما أخذنا بعين الاعتبار مجمل التغيرات الإفريقية المشابهة في العقد الماضي التي جرت عكس مصالح الغرب.
ظلّت النيجر تحت الأضواء منذ الانقلاب الأخير، فرغم اشتعال نِقَاط كثيرة حول العالم، يبدو واضحاً أنّ تداعيات ما يجري لن تكون محصورة في حدود البلاد أو غرب إفريقيا فحسب، بل ستكون مؤثرة في أنحاء القارة، وهو ما سيؤثر بدوره على العالم كلّه، ونظراً لأن ساحة الصراع أصبحت ومنذ اللحظات الأولى ذات امتدادات إقليمية ودولية، ستقدّم النيجر اختباراً جديداً لتناسب القوى على المستوى العالمي.
تبدو الاحتمالات مفتوحة بعد الانقلاب الذي نفذته مجموعة قادة للحرس الرئاسي في النيجر، خاصة مع إعلان مجموعة من القوى الدولية والإقليمية عن مواقف متباينة، وبالرغم من أن الحركة في العاصمة نيامي شهدت عودة تدريجية يوم السبت 5 آب إلا أن الترقب يسيطر على الأجواء، وتحديداً بعد ارتفاع عدد من الأصوات التي تهدد باللجوء إلى القوة لإعادة الرئيس المحتجز إلى الحكم.
اختتمت أعمال القمة الروسية الإفريقية الثانية التي عقدت في سان بطرسبورغ خلال يومي 27 و28 من شهر تموز الجاري، وتحظى هذه القمة بالكثير من الاهتمام في إفريقيا والعالم، وذلك لأن تطوير علاقات إستراتيجية حقيقية راسخة بين روسيا والدول الإفريقية سيكون له تأثير ملموس على عدد من المسائل المحورية على المستوى العالمي.
شارفت موجة التعاطف مع حي ساروجة العريق بعد الحريق المأساوي الذي التهم أجزاءً مهمة من بقاياه على الانتهاء، شأنها في ذلك شأن معظم القضايا الكبرى التي يرى البعض مصلحة في حصرها في أضيق إطار ممكن وتصويرها كحدث محزن طارئ وغير متوقع. لذلك يفتح باب العزاء للحي الدمشقي المغدور وبعد ثلاثة أيام تعود الحياة كما لو أن شيئاً لم يكن!
أعلنت موسكو وقفها العمل باتفاقية الحبوب المعروفة باسم «مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب»، التي جرى التوصل إليها بوساطة تركية ورعاية من الأمم المتحدة. ردود فعل غربية غاضبة قابلت الموقف الروسي وحمّلت موسكو مسؤولية ارتفاع أسعار الغذاء و«حرمان ملايين المحتاجين من غذائهم الرئيسي»، فما هو سبب انسحاب روسيا من هذه الاتفاقية؟ وما تبعات ذلك على الدول الفقيرة التي تعتمد في تأمين غذائها على الاستيراد بشكل رئيسي؟
مع اختتام أعمال القمة الاستثنائية لدول حلف شمال الأطلسي، التي عقدت في فيلنيوس في ليتوانيا، ظهرت جملة من المسائل على السطح مجدداً، مسائل ذات أهمية كبرى لفهم الاتجاه العام في التطورات السياسية العالمية، ومستقبل أوروبا بالتحديد، وتضاف إليها أسئلة حول معنى السلوك التركي في القمة وما بعدها، ومصير أوكرانيا التي لم تحصل على موقف واضح حول انضمامها إلى الحلف.
أعلنت مصر وتركيا عن إعادة التمثيل الدبلوماسي بين البلدين بعد قطيعة دامت 10 سنوات، التطور الأخير جاء بعد سلسلة من الممهِّدات كان أبرزها لقاءٌ على مستوى وزراء الخارجية، ومصافحةٌ تاريخيةٌ بين الرئيسين التركي والمصري، ما عُدَّ مؤشّراً على اقتراب إنهاء حالة الاضطراب التي عانت منها العلاقات الثنائية. فكيف يمكن فهمُ دافعِ هذه الخطوة وخصوصاً بعد تداولِ أنباءٍ حول زيارة مرتَقَبة للرئيس المصري إلى أنقرة؟