هل تستطيع واشنطن تحقيق أهدافها الخفية؟

هل تستطيع واشنطن تحقيق أهدافها الخفية؟

حافظت واشنطن منذ بدأ رد جيش الاحتلال على عملية طوفان الأقصى على «ثالوث» واضح ومعلن، أولاً: منع أي وقف دائم لإطلاق النار وإدامة الاشتباك. ثانياً: منع توسيع نطاق الحرب على المستوى الإقليمي، وضبط الحدود الشمالية مع لبنان قدر المستطاع. ثالثاً: حرصت واشنطن على منع أي اجتياح بري شامل لجيش الاحتلال في قطاع غزة، ويمكن القول: إن واشنطن استطاعت الحفاظ إلى حدٍ كبير على هذه القواعد الثلاث، فخلال 57 يوم لم يتوقف إطلاق النار سوى 7 أيام، وبالرغم من أن الجبهة الشمالية ظلت نشطة، إلا أنها ظلّت ضمن حدود مضبوطة، وبخصوص الاجتياح البري، ورغم أنه بدأ إلا أن أنه ظلّ محدوداً ومؤقتاً، إذ لم يحاول جيش الاحتلال اجتياح القطاع كاملاً، بل ينفّذ عمليات بنقاط محددة، ورغم ذلك يتعرض لخسائر كبيرة.

ماذا تريد واشنطن؟

لا شك أن هناك تقديراً عسكرياً باستحالة إنهاء حماس والقطاع، وعلى هذا الأساس ينبغي أن يكون هناك هدف محدد لدى واشنطن من الاستمرار بهذه العملية العسكرية، وخصوصاً أن تكلفتها باهظة على كافة المستويات، ما يعني أن الإدارة الأمريكية ربما ترى هدفاً ممكناً من وجهة نظرها، ومن هذه الزاوية بالتحديد يبدو من المثير للانتباه كمية الضغط والتركيز على مصر، إذ هناك ضغط أمني وعسكري يتطور على حدودها بشكلٍ مباشر، وهناك بالوقت نفسه هدف صهيوني معلن، يقول بتهجير سكان القطاع إلى سيناء، مع ما يرافقه من تهديد مصر عبر التلويح بعقوبات، أو قطع المساعدات التي تتلقاها القاهرة، ما يمكن أن يفاقم الأوضاع الداخلية بشكل متسارع، ما يزيد من احتمال تفجير داخلي.
إذا كان الهدف الأمريكي في منطقتنا تركّز في العقود الماضية على محاولة إبقاء الشرق الأوسط في حالة من عدم الاستقرار والاضطراب، ونجحت واشنطن بعد احتلال العراق، من تغذية الأزمة السورية، وتعقيد حلها لتحويلها إلى مستنقع راكد، وكذلك الأمر بالنسبة لبنان، ما يجعل من مصر هدفاً قائماً ممكناً، وخصوصاً أن تفجير مصر يمكن أن تكون له آثار كبرى في المنطقة، تخدم بشكلٍ كبير مشروع الفوضى الشامل الأمريكي، وتعيق تمظهر ميزان القوى الجديد على الساحة الدولية.
هذا الاحتمال، ورغم أنه خطر قائم، إلا أن تحويله إلى أمر واقع مرهون بتوازنات لا داخل مصر والمنطقة فحسب، بل على المستوى العالمي، ولهذا تبدو حظوظ مشروع كهذا- في ظل حالة من عدم التوازن الأمريكي في الشرق الأوسط وتراجع ملحوظ في دورها- أمراً مستبعداً، ولكنه قد يكون ورقة من ضمن أوراق أخيرة يمكن الرهان عليها.

ماذا تغير منذ نكسة حزيران؟

بعد أن شنّ الكيان الصهيوني عدواناً غير مسبوق على الدول العربية المجاورة، في حزيران 1967 وألحق بها هزيمة مدوّية أصبحت ذكرى النكسة مرافقة لشعوب المنطقة، فما نجح الكيان الصهيوني في تحقيقه خلال 6 أيام فقط كان حدثاً مفصلياً في تاريخنا، وفي هذه اللحظة بالذات يبدو استحضار هذه الذكرى السوداء مسألة مهمة، وتحديداً في تثبيت ما نحجت المقاومة الفلسطينية من تحقيقه اليوم وفشلت أكثر من 3 جيوش عربية مجتمعة في تحقيقه في عام 1967.

67

معلومات إضافية

العدد رقم:
1151
آخر تعديل على الأحد, 10 كانون1/ديسمبر 2023 15:25