بصراحة .. «لا يحكّ جلدك سوى ظفرك»
يشهد النضال العمّالي والنقابي تطوُّراً سريعاً في أوروبا وأمريكا، خاصةً مع تفاقم الأزمة الرأسمالية وتحوُّل موازين القوى السياسية والعسكرية والاقتصادية نحو الصراع الاجتماعي. هذه التحولات تُشير إلى بداية تشكُّل وضع ثوري تُبنى أدواته، وأهمُّها العامل الذاتي المتمثل في «الحزب الثوري»، الذي سيتحكم بمسار الصراع بين الناهبين والمنهوبين على المستويين الدولي والمحلي. لن يقتصر هذا الصراع على مطالب تحسين الأجور أو شروط العمل، بل سيتجاوزها إلى الجانب السياسي الذي يهدِّد بإسقاط المنظومة الرأسمالية، خاصة مع التطورات السياسية والاقتصادية والعسكرية الجارية، التي ستغيّر وجه العالم لصالح الشعوب المقهورة.
ستكون تداعيات هذه التحولات سريعة ومتناسبة مع تطور الصراع، وسرعان ما ستصل إلى منطقتنا، حيث يُفترَض أن تلعب الحركات النقابية والعمَّالية دوراً محورياً. فبعد عقود من التبعية وقبول الرشاوى من المراكز الإمبريالية، تخلَّت هذه الحركات عن الدفاع عن العمال، الذين فقدوا مكاسب مرحلة الرفاه الاجتماعي.
مع تعمُّق التناقض بين العمل ورأس المال، ووصول الأزمة الرأسمالية إلى طريق مسدود، تبرز مقدّمات نهوض الحركة العمالية. فبناء تنظيمات قادرة على المواجهة وتحقيق انتصارات جزئية ضد رأس المال أصبح ضرورة، وهو ما نراه اليوم عبر الإضرابات الشاملة والقطاعية في أوروبا.
لكن رياح التغيير الثوري لم تصل بعد إلى منطقتنا بالشكل المطلوب، بسبب القيود على الحريات الديمقراطية والنقابية، وتحوُّل النقابات من مدافعة عن حقوق العمال إلى أدواتٍ لقمع أي حراك عمالي. ومع ذلك، بدأ حقُّ الإضراب يفرض نفسه في سوريا، حيث يمارسه العمال بأساليب مختلفة، ويزداد وعيُهم بأنه الطريق الوحيد لانتزاع الحقوق. فالتجربة تُثبت أنّه «لا يحك جلدك سوى ظفرك»، والتغيير قادم لا محالة، لأنه قانون تاريخي يحكم الحركة العمالية والنقابية والسياسية.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1237