عبد الرزاق دياب

عبد الرزاق دياب

email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

مطبات: رسالة من مواطن.. ذكي

من الواضح أن مداولات واقتراحات حكومية هنا وهناك تريد أن تقول لنا شيئاً، ومن الواضح أيضاً أننا نفهم ما تريده دون لبس أو غموض، وأننا بالضبط كمواطنين جربنا هذه السجالات التي تسبق القرارات.

بالتالي أريد هنا أن أسجل عرفاننا للحكومة التي صنعت منا مواطنين نستطيع بالإيماء أن ندرك ما تريد، وهي تريحنا بهذا وتريح نفسها من جدل سفسطائي لن يوصلنا وهي إلا إلى نتيجة واحدة.. القرارات.

مطبات: أوراق الولد الضال

بين أخذ ورد، مديح وذم.. هكذا تبدو الحالة شبه ديمقراطية، قرارات خاطئة، وتعديلات يتم تعديلها بما يتناسب مع المرحلة، قوانين تطفو على الساحة كموجة تسونامي تأخذ طريقها إلى الجدل والنقاش، وتبدو أيضاً كحالة تغيير موضوعية لحوارات تصب في خانة البحث عن الأفضل.

أطفالنا... وما ينتظرنا وزارة العمل وطفلة جسر شارع الثورة

السيد وزير شؤوننا الاجتماعية: هذه ليست حكاية لاستدرار عطفكم.. ولا لدفعكم لاتخاذ قرار عاجل، وليست من أجل جمع أكبر قدر من العبرات من قراء قد يكون بينهم أب له ابنة كتلك الطفلة المرمية على جسر المشاة في شارع الثورة.. تبيع وترسم.. ولا تتسول.

مطبات: ملامح عادية جداً

ببساطة لاذ القاتل بالفرار، العبارة القاسية المجرمة، والضحايا أطفال وعجزة ونساء، الأكثر قسوة أن يحمل القاتل ضحيته إلى باب المشفى ثم يولي الأدبار في حالة إنسانية استثنائية مشوهة.

كأننا ذهبنا إلى حياة لا تشبهنا، وما يربطنا مجرد كوننا شركاء في العبور من شارع واحد، وركاب سفر قصير، ومجرد مرضى ننتظر مع الألم وحده أمام أبواب العيادات الداخلية والخارجية، وجوهنا الجامدة دون ملامح تحيلنا إلى ملصق كبير تختلط به الألوان فقط، مجرد كائنات تتقاسم الهواء، وتعبأ خزانات الماء لتغسل وتستحم، ولا عشب يجمعنا بنداه الصباحي، وبرودته الآسرة.

رئيس الحكومة يعفي مدير مشفى جراحة القلب على خلفية المعقمات الحارقة، مياه نار لتعقيم جروح قلوبنا، شركات تلهث وراء الربح فقط، ونحن مجرد فئران لا تستحق التجربة.

مطبات: أحد ما..؟

أحد ما يحاول النيل من ألمنا، أحد ما يسخر من قهرنا، ومن باب التخفيف وعدم تهويل ما يجري هناك من (يجاكرنا).

هيفاء وهبي ضيفة شرف مهرجان دمشق السينمائي، والذي صار كرنفالاً سنوياً بفضل جهود مدير مؤسسة السينما، وهو ما يعتبره إنجازاً يحسب للمؤسسة التي تشارك في هذه التظاهرة بفيلمين سوريين فقط وهذا ما اعتدناه منذ أن ماتت السينما هنا.

مطبات: الظلال

ليست هذه صورته، وليس هذا لباسه، أما نظارته السوداء فلا توحي بأنه هو، الرجل الذي كنت أعتقد أنه يمثلني، كما أن مشيته الناعمة توحي بتنعم موروث، أو على الأقل متأصل فيه حتى النخاع، يفتح المرافق الباب بيد مرتعشة، وابتسامة أصبحت من علامات الوجه.

في مكتب أحد القيادات النقابية الوثيرة يجلس صاحبنا، وضحكته العالية تسد الممرات والغرف في الطابق الذي يشغل نصفه، يدان بيضاوان حد انفجار العروق الواضحة بزرقة جميلة، وشعر ناعم نظيف ينام بغنج على اليد التي تمسك القلم الفاخر.. ثم يعلو صوته المنتقد أن الحكومة لا تستجيب لمطالب النقابات، وأن المجالس العمالية هي صوت العمال العالي، وأنها تحاسب الحكومة على (الشاردة 

مطبات تطلعات ليست من قش

لم تعد تصفعنا الدراسات التي توصِّف حالتنا على الأرض، سواء تلك التي تمتدح أداء مؤسساتنا، أو تنتقد عملها، وفي الوقت نفسه تمطرنا المؤسسات المحلية والعربية والدولية بسيل من تقاريرها عن البطالة والفقر وعمل الشباب، وعمالة الأطفال، وواقع المرأة، والتمييز الواقع عليها قانونياً واجتماعياً... إلى ما غير ذلك من قضايا المجتمع والجيل والاقتصاد.

مطبات: تجارة الألم

أصدر رئيس الحكومة قراراً بإقالة مدير مشفى البيروني بدمشق، ونزل القرار على صدور من ابتلاهم المرض الخبيث، كالثلج البارد على قلب محموم.

أخيراً جار القرار بعد مخالفات وصلت إلى القتل بدافع الإهمال والتسيب، أما أشد الأسباب وقاحة، فالاستهتار بأرواح تتمنى الموت ولا تجده، وتتلوى من الألم بانتظار جرعة ربما تجعل الموت على نار هادئة نهاية رحيمة.

مطبات: فن التصريحات

بعد شهرين، أي مع بداية العام القادم، ستضع مديرية النقل الداخلي بدمشق 150 باصاً في الخدمة، وذلك لتدعيم الخطوط الحالية، وليس لفتح خطوط جديدة.

يتابع مدير النقل الداخلي بدمشق تصريحه بأن جميع الخطوط تعاني في الوقت الحاضر من الازدحام والضغط الشديدين، وأن مدينة دمشق في العام 2005، أي عندما تم توقيع العقد الذي بموجبه تم استقدام الباصات الصينية، لم تكن تشهد هذه الكثافة السكانية، وهذا الازدحام.

من حق المدير أن يقول ما يشاء، ومن حقنا أن نفكر في مقولته، وأن نزيد عليها كوننا من وسط (نقاق) على رأي منتقدينا أن نمعن في التفكير.

ترسيم حدود إداري

بكل بساطة يقول وزير في مؤتمر صحفي: «هذا ليس من اختصاصنا، هذا من اختصاص وزارة أخرى»، ومن بعيد يأتي صوت محافظ مدينة كبرى ليقول: «هذا الشارع ليس تابعاً لمحافظتي» بل للمحافظة التي يفصلها عن محافظته الشارع نفسه.