عبد الرزاق دياب

عبد الرزاق دياب

email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

بدائل بدائية لما كانت عليه الحال: السوريون يبدعون في رسم صورة لحياة تشبه الحياة

هل قدر السوري أن يخرج من محنة ليدخل في أخرى؟، وأن عليه دائماً أن يبتكر من أجل أن يستمر في الحياة التي على هيئة حياة كريمة، وأن يبتسم وهو يرتجف من البرد أمام الكاميرا، وأن ينادي بلا هوادة بشعارات الحب والصبر وانتظار الأمل. يبتكر السوريون طرائقهم الخاصة لتعويض خسارات الأزمة العظيمة، ويتحملون كل شظف الحياة التي باتت عبئاً مالياً ونفسياً عليهم.

قطنا.. كالون المازوت بـ4500 ل.س وبيع تحت جنح الظلام

خارج منطق العقل والقانون ما يصيب المواطنين في مدينة قطنا، وهم يدفعون ثمن موجة برد قاسية أجبرتهم على شراء مازوت التدفئة من تجار السوق السوداء بمبالغ تفوق الخيال فقد وصل سعر كالون 20 لتر إلى 4500 ليرة سورية.

اكتبوه.. بعض الأمل يا سادة

لمن ينحني هذا العجوز الرّث..وعمّا يبحث في هذه الأوراق المعلقة الملونة، تُرى كيف انكسر الظهر لِحُرمة المعنى عند البسيط الذي يكابد من أجل أن يرى...ربما يُداعب الكلمة حرفاً وراء آخر،ليستقيم الظهر المقوس...نعم (أملٌ) في وسط الجمل المبعثرة الملونة..؟

(البرج الصيني)... الاقتصاد التقني حين يتسيّده التجار والمحتالون

لا أحد من السوريين لا يعرف البرج الصيني فهو هذه الكتلة التي تتوسط العاصمة والتي تعج بالزحمة بالراغبين بشراء جوال جديد أو إصلاحه أو البحث عن قطعة تعيق عمل جهازه فقد تم نصحه بالذهاب إلى البرج الصيني الذي هو مجموعة المحال التي تعمل ببيع وصيانة أجهزة الخليوي في (برج دمشق) حيث تحتل عدة طوابق أصبحت لها شهرة تضاهي الصالحية والحميدية كأهم معالم المدينة، فمن الممكن أن يشير لك صديق لموعد في جانب البرج أو حوله، مع أن المرجة التي تجاوره أكثر أهمية وأعرق في تاريخ المدينة التي تضيق.

أمنيات بسيطة.. للبلاد النازفة

دقت ساعة السنة البغيضة على أغلب السوريين مع أمنيات هامسة بأن تكون القادمات من الأيام أفضل حالاً، وأقل دماً، وخلف هذه الصورة التي تحاول التفاؤل خوف وخشية من استمرار جريان الدم الغالي، ودمار أكبر لمنازل كانت آمنة بأرواح أهلها الذين لا ذنب لهم سوى أنهم ما زالوا هنا يدافعون عن حقهم في الحياة فقط ببعض اليقين.

مطبات: أقطاب التنمية

لا شك أنها هكذا، هي بالضبط كما يقولون، وهي بالذات كما يرددون، وهي الحقيقة البسيطة المسلمة، وهي ما نحتاجه لنكون على خير ما يرام.

الأنشودة الطويلة والمعزوفة التي مللنا سماعها، والخطبة التي لا تزال تتكرر على مسامعنا في الندوات، والمحاضرات، واللقاءات الصحفية، والمؤتمرات التي تعنى بالبيئة والبنية التحتية، واجتماعات المحافظين مع بعضهم، وفي لقاءاتهم مع مرؤوسيهم، وفي حواراتهم 

من التراث الشعبي في الجولان ما بقي.. أناشيد الأرض والخصب والحب

يعترف الكاتبان (محمد خالد رمضان وعبد الله ذياب الحسين) في محاولتهما توثيق وتسجيل ما تبقى من التراث الشعبي في الجولان لقرابة مليون نازح طردتهم العصابات الصهيونية قبل 43 عاماً، يعترفان بقصور المحاولة وصعوبة تسجيل مجمل هذا الملحمة الإنسانية التي شوهتها السنوات الطويلة، وغربة البيئة.

مطبات: استثمارات الحكمة

يمرض المواطن لأنه  كائن ضعيف، ولأسباب أخرى أيضاً إنسانية من صنع البشر، وليس بسبب الطبيعة البشرية التي يصيبها التعب والإرهاق والحوادث.

هنا نمرض لأننا لا نرحم أنفسنا، وأيضاً لا نرحم الجسد الذي ينوء بأعباء الركض خلف لقمة العيش، وبعض الكرامة.

سراج الكاز.. عودة الضوء الأول! السيرة المملة جداً لحكاية الكهرباء في سورية

بفتحتي أنف دائمتي السواد كان (محارب) يأتي إلى المدرسة، وعندما يضطر للعطس كان (الشحوار) ينهمر من حلقه وعينيه وأنفه، ومحارب هذا ولد سنة النكسة 1967، وكنا حينها في الصف الرابع أي في العام 1977، وأما السبب كما اكتشفنا حينها أن الولد ينام وسراج الكاز في غرفة نومه، وأن أمه في الصباح كانت من كثرة الأولاد لا تجد الوقت لتنظف له أنفه.

عنصرية الطين.. الفقر يمارس لونه على قدمين

الصورة ليست محلية فهنا يمارس الطين فينا لعنته بطريقة أخرى، فهوى العالم واحد، والفقراء يشبهون بعضهم من مدار الاستواء حتى أولئك المتراكمين على جسور المشاة المعلقة على شوارعنا.