مطبات: أحد ما..؟
أحد ما يحاول النيل من ألمنا، أحد ما يسخر من قهرنا، ومن باب التخفيف وعدم تهويل ما يجري هناك من (يجاكرنا).
هيفاء وهبي ضيفة شرف مهرجان دمشق السينمائي، والذي صار كرنفالاً سنوياً بفضل جهود مدير مؤسسة السينما، وهو ما يعتبره إنجازاً يحسب للمؤسسة التي تشارك في هذه التظاهرة بفيلمين سوريين فقط وهذا ما اعتدناه منذ أن ماتت السينما هنا.
البندورة تم تصديرها، ولم يكن المرض السبب في ارتفاع أسعارها، واختفائها من السوق السورية، ورفع مقامها إلى مقام الخضار النبيلة التي لا تستحقها بطوننا.
الحكومة بالمقابل تعترف بذلك، وتحمل المسؤولية للنائب الاقتصادي وليس لوزارة الاقتصاد، والسبب أنهم أرادوا أن يدللوا بعض التجار، والاهتمام بالتصدير على حساب السوق المحلية.
رئيس الحكومة يوعز بتوفير الخضار والفواكه قبل تصديرها، وأن لا يأتي التصدير قبل حاجات الناس، بالمقابل تبقى أسعار بقية السلع مرتفعة وتجاوزت حدود الفضيحة.
المازوت الذي يبرد النقاش حوله ويسخن حسب نشرة الأحوال الجوية، أو احتمال اقتراب منخفض جوي من المنطقة، أو تفشي جوائح الرشح و(الكريب)، وتصبح حينها صالات انتظار المرضى قاعات حوار حول تطنيش الحكومة لدعم الوقود الذي حلفت ذات يوم أنها لن تفكر برفع الدعم عنه، وأن دفء المواطن جزء من إستراتيجيتها التنموية والاقتصادية.
في الوقت نفسه تعتزم وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل إطلاق مشروعها (الصرخة) بالتعاون مع منظمات دولية، وجمعيات شبابية محلية من أجل نصرة الأطفال الذين يتم تشغيلهم دون بلوغهم سن العمل( عمالة الأطفال)، وتعتقد الوزارة أن هذا المشروع سيعود بالنفع على الشباب المشاركين بالحملة، وعلى الأطفال القابعين تحت رحمة رب العمل، وكأن آلاف الأطفال المنتشرين في المطاعم والمحلات والمعامل ينتظرون مشاريع المنظمات الدولية، ووزارة العمل التي من واجبها ومن صلب دورها رفع الظلم عنهم، ومحاسبة من يشغلهم، وبالأحرى عدم إيصالهم إلى هذا الحيف، كأن هذه الوزارة مجرد مؤسسة خيرية تستعين بأفكار المنظمات الدولية، وليس لها عيون ترى الظواهر التي تجاوزت عمالة الأطفال إلى تشغيلهم في السرقة والتسول والدعارة.
وزارة العمل الأم الرحيمة لم تقدر على إنصاف العمال، ولم تستطع حتى اللحظة إيجاد القانون العادل الذي ينظم علاقتهم برب العمل، الوزارة التي يعيش العامل التي تعتبر مظلته دون تأمينات واضحة المعالم إن وجدت، الوزارة التي لا تقدر مع مؤسساتها المعنية إنصاف العاملين - تحت درجة حرارة وصلت هذا الصيف إلى 50 درجة- في معامل الرخام المنتشرة في ريف دمشق، ولا تأمين عمال الورش التي تبني قطاع العقارات ولا بيوت لديهم، الوزارة التي ازداد في عصرها الميمون عدد المتسولين، والأطفال الذين يمثلون أدوار العجز وتشدهم من فوق أصابع بهلوان ينتظر آخر النهار ما يجمعون.
ألستم معي في أن أحد ما يستهدف حتى وجعنا، الأسواق فارغة قبل أيام قليلة من العيد، أصحاب المحلات يشكون من الركود، والناس تشكو من قلة الحيلة، ومن فراغ الجيوب، العيد في منتصف الشهر، وهم من يشكون من أوله.
الحكومة تسمح للمصارف الخاصة ببيع القطع الأجنبي من أجل المشاريع الاستثمارية المشملة بالقانون رقم 10، الحرير السوري في طريقه إلى الاندثار، (شيبس) ملوث يسمم الأطفال في دير الزور، رئيسة دائرة آثار بصرى تنقب عن الآثار مع زوجها، مقتل شاب في مشاجرة، حوادث قاتلة في شوارعنا السريعة والمحفّرة، موت طفل في مشفى جراحة القلب، ومرضى يحرقون بمعقم غير مرخص، والحكومة تقر مشروع الكهرباء والوزير يؤكد أن الوزارة وحدها من يضع التعرفة...كل هذه النقائض صارت من يومياتنا التي أدمنّا تجرعها، ومع ذلك أشعر بأن هناك من...؟