email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بصور الطلاب السوريين من مختلف المحافظات السورية والذين يقدمون امتحانات الشهادات العامة سواء الإعدادية أو الثانوية وهم يقومون بعملية الغش الجماعي في القاعات الامتحانية بشكل لم تشهده الامتحانات السورية من قبل.
مازال الإعلان عن هدنة في بلدة هنا أوهناك ينعش شيئاً من الأمل في قلوب السوريين، لكن حال أغلب المدن التي شهدت هذه الهدن حتى الآن، لا يبشر بالكثير. فالواقع المزري للبلدات التي شهدت الهدن والتسويات دفع بالكثير من السوريين بزيارة تفقدية إلى مدنهم بهدف الاطمئنان وتفقد حال ممتلكاتهم مع تأجيل العودة والاستقرار فيها إلى حين الانتهاء نهائياً من عمليات إزالة الأنقاض وإعادة الخدمات إلى تلك المدن التي يمكن إطلاق تسمية المدن المنكوبة عليها.
يتقدم طلاب الشهادة الثانوية بجميع فروعها للامتحانات في سورية بتاريخ الثالث من حزيران من هذا العام, فيما يبقى العدد الأكبر من طلاب محافظة الرقة دون مراكز امتحانية لاستقبالهم, حيث كان من المقرر أن يتم استقبال طلاب الشهادة الثانوية مما يقيمون في محافظة الرقة, في المحافظات القريبة من محافظاتهم.
تنكسر أشعة الشمس على جبهاتهم الفتية, ويبتعد الحلم عن لياليهم. جيل أضافت سنوات الحرب الثلاث عشرات السنوات لأعمارهم فتحولوا من أطفال يلعبون كرة القدم والحجلة إلى أرباب أسر، يقع على كاهلهم مسؤوليات جسام. وتحاول جميع الأطراف المتنازعة في سورية استغلال هذه الظاهرة لكن لمصلحتها، حيث يوجه الجميع من جهات داخلية وخارجية وإقليمية ودولية بضرورة تحييد أطفال سورية من الصراع الدائر, لتبقى هذه النداءات في دائرة رفع العتب، فالأمر الواقع على الأرض يعكس مدى هشاشة هذه النداءات.
يبدأ طلاب الشهادات العامة وطلاب المدارس والجامعات السورية سباقهم مع الوقت, حيث يبدأ طلاب الشهادة الإعدادية امتحاناتهم يوم الأحد 18 من الشهر الجاري فيما سيتقدم طلاب الشهادة الثانوية بفروعها للامتحان في الأول من الشهر السادس. لكن الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي والنزوح والتنقل والحالة المادية والنفسية والانقطاع لفترات طويلة عن الدراسة وظروف اللجوء, جعلت من التقدم إلى الامتحانات أمراً يثقل كاهل الطلاب وذويهم فتجدهم يلجؤون لأي حل قد يساعد في إكمال أبنائهم لتحصيلهم العلمي.
تركت الأعمال التخريبية التي طالت خطي «الغاز العربي» وغاز «العمر» المغذيين لمحطات التوليد، المنطقة الجنوبية من سورية (دمشق وريفها والسويداء ودرعا والقنيطرة) في ظلام حيث وصلت ساعات التقنين إلى 20 ساعة في اليوم مما ترك أثراً واضحاً على الحياة اليومية للمواطنين، وخاصة في موضوع تأمين المياه لمنازل السوريين.
لم تعد تصدح حناجر النسوة بالزغاريد، وما عادت أياديهنّ تنثر الأرز فوق مواكب العرسان، وبات الفرح حلماً مؤجلاً في عيون السوريين، وصار المقصد من الزواج البحث عن السترة أو تحقيق حلم طال انتظاره، بعد أن تنازل العروسان عن جميع مطالبهم.
يظهر التجوال في شوارع مدينة دمشق وضواحيها, مدى ازدياد ظاهرة البسطات التي تنتشر على الأرصفة والطرقات، والقسم الأكبر من هذه البسطات يبيع السجائر دون رقيب أو حسيب على عملها، حيث بات عدد كبير من الأطفال بين عمر التسع سنوات والثامنة عشر من أهم رواد هذه البسطات إما لشراء السجائر أو للعمل في بيع هذه المادة في ظل غياب الرقيب والحسيب على هذه البسطات.
يحتاج قطاع التعليم في سورية كما باقي القطاعات الحيوية إلى سنوات طويلة كي يستعيد عافيته, فالأزمة السورية المستمرة أدت إلى خروج عدد كبير من طلاب الجامعات السورية بكافة فروعها عن مقاعدهم الدراسية ليهاجر عدد كبير منهم إلى خارج سورية بحثاً عن جامعة تؤمن له ما كان يحلم بالحصول عليه من معرفة وعلم وشهادة, فيما بقي من بقي في الداخل يحارب الظروف المادية القاسية والأوضاع الأمنية، وترك التحصيل العلمي للظروف اليومية إن سمحت.
تترك الحروب والنزاعات آثارها الواضحة على الحجر والبشر، تلك الندوب قد تزول بفعل الزمن, ولكن هناك آثاراً تقلب حياة الأشخاص رأساً على عقب وخاصة تلك التي تجعلنا عاجزين عن القيام بأبسط الأمور اليومية, فلا يعود بمقدورنا أن نمسح وجوهنا بأيدينا أو نحتضن من نحب أو نسير مع أصدقائنا وأبنائنا في الدروب العادية. هو الضعف والعجز أمام أمر أصبح واقعاً يومياً. فهل يتسرب الأمل إلى الأرواح لتعود إلى الحياة من جديد؟ ....