مرحلة جديدة في الأزمة
تتضح يوماً بعد يوم الخلافات بين المراكز الرأسمالية الغربية حول العديد من الملفات الاقتصادية، والسياسية، والعسكرية، والتي تعكس في العمق تضارب المصالح، بين البورجوازيات الغربية، المهيمنة على الاقتصاد والقرار السياسي، والعسكري...
تتضح يوماً بعد يوم الخلافات بين المراكز الرأسمالية الغربية حول العديد من الملفات الاقتصادية، والسياسية، والعسكرية، والتي تعكس في العمق تضارب المصالح، بين البورجوازيات الغربية، المهيمنة على الاقتصاد والقرار السياسي، والعسكري...
على طريقة صناعة النجوم الفنية في السينما الأمريكية تماماً، يصعد بين الفترة والأخرى نجم تشكيل عسكري في الميدان السوري. كانت البداية مع «الجيش الحر»، الذي تحول إلى مفرخة لولادة كتائب وفصائل وألوية وسرايا، تعددت تسمياتها، وولاءاتها، وتوجهاتها، بين قوى إقليمية، ودولية، مع امتدادات محلية بمستويات متعددة.
ما إن يحدث تفجير في منطقة ما من مناطق البلاد، حتى يسارع كل طرف من أطراف الصراع الميداني، إلى اتهام الطرف الاخر، وتجريمه وتحميله وزر الدماء السورية النازفة. وفي غمرة الندب والردح والتخوين والاتهام المتبادل على شاشات التلفزة ووسائل الإعلام، يتناسى ويتجاهل الطرفان الأمر الأكثر أهمية، ألا وهو كيفية ايقاف طاحونة الدم الدائرة على الأرض السورية؟
جريمة سياسية وليست جنائية:
في ظل المخاض العالمي الراهن، تمر منطقة شرق المتوسط، بظرف استثنائي، يفتح الباب على احتمالات عديدة. وفي هذا السياق من الطبيعي أن تتعدد الرؤى والمواقف والآراء حول شكل التطور اللاحق، لبلدان وشعوب المنطقة.
رأسمالية مأزومة، وأنظمة تابعة، وحركة سياسية بائسة، وشعوب ثائرة.
تفيد الأنباء الواردة من محافظة الحسكة عن ازدياد منسوب التوتر على أكثر من مسار، على الرغم من أن مدن المحافظة وبلداتها لم تشهد أعمال عنف كتلك التي شهدتها مناطق أخرى في البلاد، ذروة هذا التوتر الجديد تجلت في قدوم مجموعات مسلحة من خارج الحدود إلى منطقة رأس العين ومحاولة السيطرة عليها.
..وطنيةٌ طارئة نزلت على (اللص) الذي لم ير في الوطن يوماً سوى غنيمة، ولم ير في الناس سوى رعايا، وراح يرفع سيفهُ (الوطنيّ) في حربه المفترضه على (المؤامرة)
من الشائع أن الرأسمالية تطور العلم وتدفعه إلى الأمام، بدلالة أن الغرب الرأسمالي هو مركز التطور العلمي، ففيه تتركز آخر الأبحاث، والاختراعات العلمية، ومنه تتوزع على العالم، وبشيء من التدقيق، يلاحظ المتابع خطل هذه الفكرة، من جهة وظيفة العلم الأساسية، ومبرر وجوده التاريخي، والتي تتجسد في كونه أداة لتلبية حاجات الإنسان المتنامية باستمرار.
دخل إلى التداول بشكل واسع خلال الأيام القليلة الماضية مصطلح الفيدرالية، باعتبارها أداة لتحديد معالم سورية المستقبل، وشكل الدولة السورية اللاحق، فهل حقاً يصلح هذا النموذج لبلد مثل سورية؟
لم يعد يختلف اثنان اليوم - من العقلاء طبعاً – على وجود أزمة بنيوية عميقة تفتك بجسد الرأسمالية كمنظومة اقتصادية اجتماعية سياسية، ومع كل أزمة من هذا النوع يضطرب العالم من أقصاه إلى أقصاه، وكان من الطبيعي أن تظهر النتائج الأكثر حدّة في دول الرأسمالية الطرفية، التي تعتبر جزءاً من منظومة الرأسمال العالمي وذلك بسبب حجم التناقضات وحدّة الصراع الداخلي أولاً، وبسبب محاولات المراكز الرأسمالية حل أزمتها على حساب بلدان الأطراف كما فعلت سابقاً، عبر شكل جديد للتحكم بالثروة لها آلياتها الخاصة المتوافقة مع تطور الرأسمالية نفسها في كل مرحلة تاريخية.