ملاحظات حول مشروع برنامج الإرادة الشعبية
يقدم حزب الإرادة الشعبية عبر مشروع برنامجه السياسي وبتواضع ثوري طموحه من خلال برنامجه ورؤيته بأن يمثل الطبقة العاملة وسائر الكادحين السوريين، ويناضل من أجل اعترافهم به ممثلاً لمصالحهم.
يقدم حزب الإرادة الشعبية عبر مشروع برنامجه السياسي وبتواضع ثوري طموحه من خلال برنامجه ورؤيته بأن يمثل الطبقة العاملة وسائر الكادحين السوريين، ويناضل من أجل اعترافهم به ممثلاً لمصالحهم.
مشروع البرنامج بصفة عامة، قبل الإضافات وبعدها، يمثل مرجعاً مكثفاً جداً وغنياً بالأفكار. ويتضح من خلال الإضافات الجديدة على مشروع البرنامج السابق، الجهد الكبير المبذول لتقديم رؤية علمية صحيحة للمتغيرات واستشراف مسار تطور الأحداث. وبين الاقتراحات التي سبق أن طرحت على صفحات قاسيون، فصل الرؤية عن البرنامج، واعتبارها وثيقة مستقلة، وهو اقتراح وجيه فيما نعتقد.
يعبّر حزب الإرادة الشعبية في برنامجه المطروح للنقاش العام عن أعمق المصالح السياسية والاجتماعية والاقتصادية والديمقراطية للطبقات المنهوبة وبهذا البرنامج يدعو هذه الطبقات للاعتراف بهذا البرنامج والتسلح به من أجل انتزاع حقوقها والدفاع عن مصالحها المباشرة القريبة منها والبعيدة فقد جاء في مقدمة البرنامج:
على هامش النقاشات حول مشروع برنامج حزب الإرادة الشعبية ننشر ما كتبه إبراهيم كرد وهو نقاش حول مفهوم التحزب الإيديولوجي، رغم عدم كونه نقاشاً مباشراً في مشروع البرنامج، إلا أنه يصب في فكر برامج الأحزاب ومعناها عموماً.
نشرت قاسيون في عددها رقم 1125 مداخلة للرفيق عماد بيضون في إطار نقاش مشروع البرنامج. ناقشت المداخلة عدداً من القضايا في المشروع أهمها: مفهوم «الثورة الوطنية الديمقراطية المعاصرة».
قامت دائرة المدينة في منظمة الحزب في طرطوس بعقد ندوة حول مناقشة مشروع برنامج الحزب، ودعت إليها عدداً من أصدقاء وقرّاء قاسيون مثلوا شرائح متنوعة اجتماعيا وسياسيا كما تنوع المجتمع الطرطوسي، وأدار الندوة كل من الرفيقين أحمد ديوب ويحي علي.
نشر في العدد السابق من قاسيون – 651 – الصادر بتاريخ 27 نيسان 2014 مادة للسيد «شاهر أحمد نصر» بعنوان: الغيبية والطوباوية في «مشروع برنامج حزب الإرادة الشعبية». وسأتناول بالنقاش في ما يلي بعض الملاحظات التي أبداها الكاتب في مقالته المذكورة.
من المنطقي تثمين عملية طرح «حزب الإرادة الشعبية» مشروع برنامجه للنقاش العام، ونوجه تحية إلى أعضاء هذا الحزب ونثمن جهودهم وتطلعاتهم الوطنية الديمقراطية لبناء وطن حر سيد تسوده العدالة الاجتماعية، وتكافؤ الفرص بعيداً عن كل أشكال الظلم والاستغلال...
بالعودة إلى مشروعي البرنامج والنظام الداخلي المقدمين للمؤتمر الحادي عشر للحزب، وتحت عنوان المرحلة ومهامها نجد ما يلي: (إن الترابط العميق إلى حد الاندماج بين القضايا الثلاث: (الوطنية، والاقتصادية ـ الاجتماعية، والديمقراطية) هو المدخل العلمي الوحيد لتفسير الواقع السوري تفسيراً صحيحاً يسمح بتغييره ). إن مفهوم (التغيير ) يقتضي استحضاراً لمعاني التطور، الانتقال، الحركية وبالتالي تجاوزاً لمقولات السكون، الثبات، الاستقرار، ولذلك فهو ينصب وبشكل أساسي على الواقع الاجتماعي ، وهذا يتطلب دراسة الواقع المراد تغييره دراسة تحليلية من منظور وظيفي يبين أجزاء هذا الواقع ووظيفة كل جزء منه، ومدى انسجامه الداخلي، وانقساماته ، ومعرفة العلاقات والارتباطات والقوانين التي تحكم هذا الواقع، ومن خلال دراسة هذا الواقع يتم تفسيره علمياً، ووضع استراتيجيه عامة للتغيير تأخذ بعين الاعتبار الخصائص المميزة للمجتمع والمتغيرات المستقلة والتابعة.
ورد في مشروع البرنامج المقدم للمؤتمر الحادي عشر تحت عنوان الرؤية: «مرت الحركة الثورية العالمية بطور تقدم شغل النصف الأول من القرن العشرين، تلاه طور تراجع عام خلال النصف الثاني منه. وأدى هذا التراجع الذي بلغ ذروة انحداره في عام 1991 بانهيار الإتحاد السوفييتي إلى انغلاق الأفق التاريخي مؤقتاً أمام الحركة الثورية وانفتاحه مؤقتاً أيضاً أمام قوى الإمبريالية العالمية خلال النصف الثاني من القرن العشرين»