الموقف الطبقي العمالي في برنامج الحزب
يعبّر حزب الإرادة الشعبية في برنامجه المطروح للنقاش العام عن أعمق المصالح السياسية والاجتماعية والاقتصادية والديمقراطية للطبقات المنهوبة وبهذا البرنامج يدعو هذه الطبقات للاعتراف بهذا البرنامج والتسلح به من أجل انتزاع حقوقها والدفاع عن مصالحها المباشرة القريبة منها والبعيدة فقد جاء في مقدمة البرنامج:
«يمثّل حزب الإرادة الشعبية في رؤيته وبرنامجه مصلحة الطبقة العاملة وسائر الكادحين السوريّين بسواعدهم وأدمغتهم، ويناضل من أجل اعترافهم به ممثِّلاً لمصالحهم، ويرى في ذلك الاعتراف مدخلَه الأساسي لتحقيق دوره الوظيفي في بناء الاشتراكيّة في القرن الحادي والعشرين.
يَعتمدُ حزبُ الإرادة الشعبية الماركسيّة- اللينينيّة مرجعيَّتَه الفكريّة، والتي يعمل على تطبيقها بشكلٍ خَلاّق من خلال التجربة والعمل بين الجماهير، ومن خلال المراجعة الدائمة لحدود الثابت والمتغيِّر فيها، بعيداً عن أمراض العدميّة والنصوصيّة»
لقد حدد الحزب في تلك المقدمة العوامل الأساسية في إمكانية تحقيق برنامجه الذي هو برنامج تلك الطبقات التي يدعوها إلى الاعتراف به وهو شرط لازم لنجاح وتحقق المصالح الجذرية للطبقة العاملة وسائر الكادحين بسواعدهم وأدمغتهم وبدون هذا الاعتراف لا يمكن تحقيق البرنامج واعتراف الطبقة العاملة به يعني اعترافها السياسي والتنظيمي بأن هذا الحزب هو حزبها الثوري المدافع عن مصالحها الجذرية من أجل تحقيق المهمة الكبرى في الخلاص من النهب الواقع على 90% من الشعب السوري، وهذا الخلاص وما يتبعه من مهمات أخرى تؤدي إلى سيادة الشعب على ثرواته المنهوبة وتوزيعها توزيعاً عادلاً بما يلبي حاجات الشعب السوري في التطوّر والتقدم في كافة المجالات التي ستجعله سيد نفسه ومن يقرر مصيره.
إن توجه الحزب لكافة الطبقات المنتجة العمال والفلاحين وسائر الكادحين بعقولهم وسواعدهم ليس وليد لحظة كتابة البرنامج وإطلاقه للنقاش، بل يستند الحزب في صياغة موقفه انطلاقاً من التجربة التي راكمتها الحركة العمالية والنقابية في سورية خلال العقود السابقة ودور الشيوعيين السوريين في التأثير المباشر، وأيضاً في القيادة الفعلية للنضال العمالي والنقابي في مواجهة المستعمر الفرنسي وقوانينه التي جاء بها مع الشركات التي استثمرت في سورية وأيضاً في مواجهة أرباب العمل حيث خاضت الحركة العمالية والنقابية النضال على صعيدين.
أولاً، النضال الوطني بالمساهمة المباشرة في كافة الفعاليات النضالية التي كان الشعب السوري يقوم بها مثل المظاهرات والإضرابات وحتى في الكفاح المسلح مما جعل الحركة النقابية والعمالية حركة لها وزن سياسي ويحسب حسابها في ميزان القوى المحلية.
ثانياً، النضال الطبقي في مواجهة أرباب العمل والقوانين الجائرة التي فرضت على الطبقة العاملة واستطاع العمال انتزاع الكثير من الحقوق وفي مقدمتها حقهم في الإضراب المأجور عن عدد أيام الإضراب.
وانطلاقاً من تراكم التجربة والخبرة النضالية ومن الدور الأساسي الذي لعبه الشيوعيون السوريون في نقل الوعي الضروري «الاشتراكي» للعمال واستناداً إلى خبرة وتوجيه النقابية الحمراء حيث كان لها دور في هذا المجال للخبرة العالمية المتراكمة لديها في النضال ضد رأس المال والحكومات الداعمة له، فإن الحزب يوجه دعوته الصريحة للطبقة العاملة بأن تعترف ببرنامجه الذي هو برنامجها الذي ستناضل على أساسه في مواجهة السياسات الليبرالية وقوى النهب الكبير منها والصغير، ومن أجل «أعمق عدالة اجتماعية لأعلى نمو اقتصادي» وهذا النضال يعززه انتزاع « ضمان حرية العمل السياسي والنقابي والعمّالي بما فيه من حقّ تظاهرٍ وإضرابٍ بأوسع أشكاله، وفتح قنوات التأثير الجماهيري على جهاز الدولة ووضعه تحت الرقابة الشعبية».
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1129