ندوة حول مناقشة مشروع برنامج الحزب في طرطوس
قامت دائرة المدينة في منظمة الحزب في طرطوس بعقد ندوة حول مناقشة مشروع برنامج الحزب، ودعت إليها عدداً من أصدقاء وقرّاء قاسيون مثلوا شرائح متنوعة اجتماعيا وسياسيا كما تنوع المجتمع الطرطوسي، وأدار الندوة كل من الرفيقين أحمد ديوب ويحي علي.
داخل عدد من الرفاق بعناوين متنوعة حول برنامج الحزب شارحين كمدخل للنقاش فقرات متنوعة من مشروع البرنامج، وإن كانت الكثير من مداخلات الحضور أخذت مجرى النقاش السياسي أكثر من الالتزام بمحاور الندوة، لكنها كانت من الأهمية في تنوع ما حضر وما طرح.
من روح مشروع البرنامج: في مشروع البرنامج هناك عناصر تشبه عناصربناء الأحزاب الشيوعية، وهناك عناصر جديدة، ورؤية الحزب تنطلق من الثابت( المرجعية الفكرية) التي ينطلق منها الثوريون، وفي المشروع فكر جديد هو الانطلاق من الواقع، وكان هناك ميل لتسطيح الأمور في الحراك الشعبي وكان التساؤل هل هي أزمة أم ثورة، وقدمت ثلاثة مستويات لقراءة الحدث السوري: المفهوم الأول تاريخي ويربط الخاص بالعام، وفي مجرى مسيرة تطورعلم الاجتماع بالغرب تحدث عن دورية حدوث الثورات كل من 50 – 60 سنة نتيجة تراكم المشاكل دون حلها، وفي عام 1999م رصدت أكثر من مائتي حركة احتجاج. المفهوم الثاني حول توزيع الثروة، حيث 10% من المجتمع يستحوذون على 80% من ثروة المجتمع و80% يحصلون على 10% من الثروة، والحراك في مصر نتيجة هذا التناقض موجود منذ الثمانينات، أما المفهوم الثالث هو مفهوم الرضا الاجتماعي، وهذا المفهوم مركب بين عناصر اجتماعية واقتصادية و ديمقراطية، وكانت درجة الامتعاض كبيرة ضمن هذه العناصر الثلاثة، لذلك يتطلب التصويب في مشروع إعادة الإعمار، ألا يعني إعادة بناء الحجر بقدر ما يعني إعمار أسباب الأزمة بألا تعيد نفسها.
اقتراحات للنقاش: في السطر الرابع من مقدمة المشروع، يعتمد حزب الإرادة الشعبية مرجعيته الفكرية الماركسية اللينينية، يقترح إضافة بعد عبارة الفكرية(بتثقيف أعضائه بتراثها وبما يسمح بتطبيقها بشكل خلاق)، وفي السطر السادس حذف عبارة (بعيداً عن العدمية والنصوصية)، وعبارة ( بعقلية الانتصار) يجب أن تكون دقيقة ولا تحتمل التأويل وأن تكتب (مرحلة الانتصارات)، أما في الصفحة 12 الفقرات حول (القضية الكردية) إن التواتر في الحديث عن حقوق الأكراد، وأن تخصهم في ثلاثة نصوص دون غيرهم من التركمان والأرمن والشركس ..يتعارض مع ألف باء مفهوم المواطنة بين جميع المواطنين من ضمن برنامج حزب ماركسي لينيني، وتجاوز مشروع البرنامج الصدام بين العنصر القومي والأممي، وأن حزب الإرادة الشعبية يعول عليه كأحد حوامل إنقاذ البلد، لذلك يجب أن يستند إلى الكادر والبرنامج وإلتصاقه بالواقع، ورؤية الحزب في المشروع استندت إلى إرثه وتجربته من ضمن الأحزاب الشيوعية وهذه الأحزاب كان ينقصها المصارحة مع الواقع، وهناك من تساءل: كيف انغلق الأفق التاريخي أمام الرأسمالية وقد كسبت مواقع جديدة واكتسبت عناصرجديدة أيضاً، وهناك تباين دائماً وتاريخياً بين رأسماليات منتجة ومتوحشة، وهناك من طرح نقيض ذلك وتساءل: الرأسمالية عندما تستدعي أقبح ما في التاريخ لافتعال حراك شعبي لحل جزء من أزمتها، أليس هذا انغلاق أفق أمامها؟
الحراك الشعبي: هذه الفقرة أخذت معظم وقت الندوة لكن أهم ما طرح: إن الحراك في المجتمع العربي هو حراك اجتماعي، وحول الانطلاق من الجوامع باعتباره المكان الآمن الذي لا يقتحمه الأمن ويعتبر موقفاً تكتيكياً للحراك، وإن الحراك طرح الكثير من المطالب، ولو خلصت الأزمة سيعود من جديد لأن وتيرته مرتبطة بمدى عدالة توزيع الثروة، وهناك الحراك السلبي والحراك الشعبي الوطني، وإن طبيعة الحراك في سورية، هي امتداد تناوب دورات الحراك في العالم، لكن عندما نريد تطبيقه على الواقع يظهر بأننا لسنا وراء هذا الحراك، يجب ألا نسميه حراكاً شعبياً لأن لديه نواقص من أجل توصيفه كذلك وبحاجة إلى دراسته بشكل أعمق، وأنه منذ 2006 م كل مطلع ولا يتوقع ما يجري، يكون عنده قصر نظر.