كانوا وكنا
في الصورة: حفل رقصٍ شعبي، نظمه الأهالي على تلة الحزيقة بجوار قرية السلمنية «العدنانية»
في الصورة: حفل رقصٍ شعبي، نظمه الأهالي على تلة الحزيقة بجوار قرية السلمنية «العدنانية»
أقامت لجنة محافظة الحسكة لحزب الإرادة الشعبية ندوة جماهيرية لمناقشة مشروع موضوعات الحزب حول القضية الكردية وشعوب الشرق العظيم، وذلك يوم الجمعة 11/1/2019 في مدينة المالكية (ديريك)، حضرها عشرات الرفاق والأصدقاء وممثلي القوى والأحزاب السياسية والثقافية الكردية.
أكيتو، أو عيد رأس السنة عند شعوب الشرق كالسريان والكلدان والآشوريين وغيرهم ويحتفل به في عدة بلدان مثل: سورية والعراق. وكانت السنة السورية القديمة أو السنة البابلية تبدأ في الأول من نيسان «نيسانو في اللغة الكنعانية الفينيقية والآرامية».
كتب صاموئيل هنتنغتون عام 1996: «إن الثقافة أو الهويات الثقافية، والتي هي على المستوى العام، هويات حضارية، هي التي تشكل أنماط التماسك والتفسخ والصراع في عالم ما بعد الحرب الباردة»
ورد في كتاب «ماهي الفلسفة» للكاتبين كيريلنكو، وكورشونوفا قراءة معمقة عن ظروف تكوّن الوعي البشري، تفند تلك الآراء التعميمية، والتي تتسم بالإطلاق في تقسيم الشعوب إلى نوعين: شعوب متخلفة، وشعوب متحضرة، وحسب مقدمة هذا الكتاب« كانت تتراكم في ذاكرة البشرية خلال المئات والآلاف من السنين المشاهدات المنفردة الخاصة بأسباب كسوف الشمس وفيضان الأنهار وتتولد التخمينات حول علل نشوء الحياة وإنطفائها الطبيعي وحول بنية الجسم البشري وغيرها».
التاريخ تصنعه الشعوب، وغالباً ما تدونه القوى المنتصرة والمهيمنة، وتصنع أبطالها، ويغيب دور الشعوب صانعة التاريخ، لكن في الأدب عموماً، والأدب القصصي والروائي خصوصاً، المؤلف هو من يختار أو يصنع أبطاله، لقد نجح العديد من الكتاب والأدباء في التصوير والتعبير عن واقعهم والمرحلة التاريخية التي عاشوا فيها، وبينوا الجوانب المعقدة والسلبية المعيقة.
وعلى هامش فعاليات المؤتمر ذاته التقت قاسيون السيدة توركان أو زوم القادمة إلى بيروت من تركيا ضمن وفد مشروع الشعوب للشرق الأوسط، وهو مشروع يقدم نفسه بديلاً عن المشروع الإمبريالي الأمريكي الصهيوني في المنطقة والعالم وقد طرحت السيدة أو زوم خلال المؤتمر فكرة إقامة شبكة لتبادل المعلومات فيما بين القوى والأحزاب والفعاليات المقاومة للمشروع الأمريكي وصولاً إلى تشكيل جدول عمل نضالي مشترك يراعي الخصوصيات والمتطلبات المحلية شريطة أن يكون مبتعداً عن التحزبات العرقية والطائفية والدينية التي يراد فرضها مجدداً على أساس المبدأ الاستعماري المعروف «فرق تسد».
تمتد الحضارات الشرقية إلى زمن يعود إلى خمسة آلاف عام، مراكمة تراثاً غنياً من العادات والتقاليد والأزياء والأغاني والقصص الملحمية والأدب والشعر والفلسفة المليئة بالخيال الخصب والأحاسيس الوجدانية.
ازداد وزن القضية الكردية في السنوات الأخيرة كإحدى أهم القضايا وأعقدها في منطقتنا, ومنها تأتي أهمية تحديد موقف واضح ومبدئي ودقيق تجاه قضية شعب ومكون أساسي من مكونات المنطقة والإقليم, وهكذا جاءت هذه الوثيقة الجادة لـ «صياغة موقف وطني وأممي مبدئي يقطع الطريق على الطروحات الاقصائية التمييزية أوالانعزالية أوالتقسيمية.» كما جاء في الوثيقة.
استمراراً للنقاش حول وثيقة الموضوعات البرنامجية لحزب الإرادة الشعبية حول (القضية الكردية وشعوب الشرق العظيم) تنشر قاسيون في هذا العدد مساهمتين حول هذه الوثيقة
في خضم متغيرات اللحظة التاريخية، تمر منطقة شرق المتوسط بكل آلام المخاض والولادة ، والتي تبشر بولادة قطب الشعوب ، وهذا يدفع باتجاه إعادة النظر في قضية الشعب الكردي من خلال البحث عن المتوفر في ممكنات الواقع لوضع هذه القضية ضمن سياق التطور الطبيعي لشعوب الشرق العظيم .