أكيتو الشرق العظيم
أكيتو، أو عيد رأس السنة عند شعوب الشرق كالسريان والكلدان والآشوريين وغيرهم ويحتفل به في عدة بلدان مثل: سورية والعراق. وكانت السنة السورية القديمة أو السنة البابلية تبدأ في الأول من نيسان «نيسانو في اللغة الكنعانية الفينيقية والآرامية».
كان هذا التقويم مستخدماً عند الحضارات القديمة في سومر وبابل وآشور وأوغاريت وإيبلا وماري وتدمر ودمشق، وانتقل مع العرب فيما بعد إلى الأندلس. وما زال يحتفل به إلى اليوم في الساحل السوري، ويعرف باسم عيد الرابع الذي يحتفل به على مدى ثلاثة أيام، وتقام الاحتفالات السنوية في الجزيرة السورية ودمشق وحلب أيضاً. احتفل به السوريون القدماء بوصفه يوم رأس السنة، وموعد هبوط «عشتار» إلى العالم السفلي لإنقاذ «تموز» أي: «الخِصب».
سمي عيد رأس السنة أكيتو بالسومرية والأكادية ويبدأ في اليوم الأول من شهر نيسان «12 آذار قديماً» لمدة اثني عشر يوماً، الذي يشير إلى موعد بذر وحصاد الشعير والقمح والحبوب المختلفة والخضراوات. تدل الآثار التي تم اكتشافها في سورية والعراق أن أول عيد للأكيتو في التاريخ بدأ على شكل عيدٍ للحصاد الزراعي، الذي كان يُنجز مرتين في السنة الواحدة، الأول: في شهر نيسان، والثاني: في تشرين الأول.
تطور العيد من احتفال زراعي نصف سنوي إلى عيد سنوي للسنة الجديدة، حيث يحدث هذا العيد في تلك الفترة من السنة التي يكون فيها الليل والنهار في حالة توازنٍ تام مع بعضهما البعض، ويتم إعلان قدوم الاعتدال الربيعي بأول ظهور للقمر الجديد في الربيع، وذلك في نهاية آذار أو بداية شهر نيسان، وذلك وِفقاً لدورة القمر السنوية.
من الجدير بالذكر، أن تأريخ السومريين كان يعتمد على عدة عناصر طبيعية، وأهمها: القمر، فقد كان معلوماً بأن شهر نيسانو أي: نيسان يبدأ بحسب التقويم بليلة الاعتدال الربيعي، واختلف العلماء حول أصل التسمية «أكيتو»، غير أنّ أصل الكلمة هو «يوم الخصب» لأنه في الأساس هو عيد زراعي مرتبط بموسمي البذار والحصاد.