رسالة نوروز 2025

رسالة نوروز 2025

تحتفل العديد من شعوب الشرق بعيد نوروز، وهو عيد موغل في القدم له طقوس خاصة، تحمل معاني ودلالات عديدة تتعلق  بعلاقة الإنسان مع الطبيعة، والسعي إلى التجدد والتواصل مع الآخر، والغناء والرقص.

اقترن هذا العيد لدى الشعب الكردي بأسطورة كاوا الحداد، كرمز للكفاح ضد الطغيان، فأضاف على بعده الفلكلوري الجمالي، معنى كفاحياً، يعكس سعي الإنسان الدائم إلى الحرية والانعتاق من كل أشكال الاستغلال والاضطهاد، حتى اعتبر عيداً قومياً للشعب الكردي.
 
يأتي نوروز هذا العام، وشعوب الشرق عموماً ومنهم الشعب الكردي على أعتاب مرحلة تاريخية جديدة ومفترق طرق، إما أن تبقى في دوّامة المشاريع الدولية، التي تستثمر في عجز دول المنطقة وسلطاتها التابعة، لتعميق الفوالق القومية والدينية وتسويق الفوضى، وصولاً إلى ضرب الكل بالكل، أو تخرج معاً من هذه الحلقة المفرغة على أساس الاعتراف المتبادل بالحقوق، وكسر قيد التبعية، والسير على طريق التقدم الاجتماعي وما تعنيه من تنمية مستقلة وديمقراطية،  وهذا ما يحتّم على نخب هذه الشعوب، وقواها الحيّة وحدة عملها وكفاحها، فرغم التنوّع والتعدد القومي والديني فإن هذه الشعوب، محكومة بوحدة المصير كما تؤكد وقائع التاريخ والحاضر، والتحديات التي تفرض نفسها على الجميع.
 
تعتبر رسالة قائد حزب العمال الكردستاني من سجنه في إيمرالي، وما سبقها من تصريحات ساسة أتراك خطوة نوعية، وفرصة ذهبية لتقديم نموذج جديد في العلاقات بين الشعوب المتآخية في هذه المنطقة، تستوجب كل الدعم والمساندة قولاً وفعلاً، فقد تكون مفتاحاً لحل إحدى أهم وأخطر أزمات المنطقة، بعيداً عن الإقصاء والتهميش من جهة، والرهانات الخاسرة من جهة أخرى.

آخر تعديل على الجمعة, 21 آذار/مارس 2025 19:29