ندوة المالكية حول القضية الكردية وشعوب الشرق العظيم

ندوة المالكية حول القضية الكردية وشعوب الشرق العظيم

أقامت لجنة محافظة الحسكة لحزب الإرادة الشعبية ندوة جماهيرية لمناقشة مشروع موضوعات الحزب حول القضية الكردية وشعوب الشرق العظيم، وذلك يوم الجمعة 11/1/2019 في مدينة المالكية (ديريك)، حضرها عشرات الرفاق والأصدقاء وممثلي القوى والأحزاب السياسية والثقافية الكردية.

افتتح الرفيق أحمد جويل الندوة مرحباً بالحضور، وبعد الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الوطن والحزب، ألقت الرفيقة ماجدولين أبو عرار كلمة لخصت من خلالها مشروع الموضوعات المطروحة وجاء في كلمتها:
في البداية أرحب بكم جميعاً من ممثلي القوى السياسية والشخصيات في هذه الندوة المكرسة لمناقشة قضية شائكة لا تتعلق بالشعب الكردي فقط، بل بعموم الوضع الإقليمي والدولي، بهدف تبادل الرأي وعرض مختلف المواقف، خاصة وأن المسألة الكردية في بلادنا تشكل جزءاً من الأزمة الوطنية العامة، وفق القرار الدولي 2254 ونقدم فيما يلي عرضاً لأهم الأفكار التي تضمنتها الوثيقة المطروحة للنقاش العام.
تستند الموضوعات إلى حقيقة ثابتة، وهي: وجود قضية كردية بحاجة إلى حل ديمقراطي عادل تتعلق بطموحات ومصالح عشرات الملايين تجمعهم روابط عديدة أسوة بغيرهم من الشعوب، ولا يغير حقيقة الخلاف مع بعض القيادات الكردية وجود هذه الحقيقة السياسية والجغرافية والتاريخية. تربط الموضوعات بين خصائص القضية الكردية، واتجاه تطور الوضع الدولي والتفاعلات الإقليمية والمحلية على صعيد كل بلد وتحدد الموقف من القضية الكردية في ظل توازن القوى الدولي الجديد، والإمكانات الجدية بحلها.
خصائص القضية الكردية:
- القضة الكردية ليست قضية احتلال بالمعنى الكلاسيكي المتعارف عليه، وإن كانت تنطوي على الاضطهاد القومي، بل هي نتاج خرائط رسمتها قوى دولية في ظل توازن دولي محدد، ارتسم بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية.
- تعد القومية الكردية من أكبر القوميات من حيث عدد السكان التي ليس لها كيان قومي، وتكاد لا توجد قومية أخرى بهذا العدد من السكان، وبهذا الغنى من الثروات في أماكن تواجدها، منعتها سياسات الدول الغربية، والتفاعلات الداخلية لتلك السياسات، من تشكيل دولتها القومية الخاصة، حيث لم يسمح الاستعمار التقليدي المباشر في حينه بوجود دولة كردية مستقلة، بل تعمد إبقاءها مشكلة مفتوحة.
- القضة الكردية قضية دولية موضوعياً، بسبب توزعها بين بلدان عدة، اختلفت في تحالفاتها الدولية منذ تكوينها، وأن أيّ تحريك للملف الكردي في إحدى هذه البلدان منفردة كانت له على الدوام ردود أفعال في أربع بلدان، ومن الدول المتحالفة مع البلدان الأربع، بشكل غير مباشر، مما جعلها ساحة تنافس دولية دائماً.
تعبّر هذه الوثيقة عن، موقف يُقرّ بحق تقرير المصير، من حيث المبدأ، ويرى تجسيده الملموس في الإطار الجذري والشامل والمتكامل والاتحاد بين شعوب وقوميات المنطقة كلها، أي: الاندماج الطوعي، كمخرج واقعي، باعتباره حلاً يُلجم خَطريَن يهددان الحقوق القومية للشعوب كلها، بما فيها الشعب الكردي: خطر إنكار الحق على أصحابه، وخطر توظيف هذا الحق لصالح أجندات دولية بشكل كيانات مصنعة ومجتزأة وقسرية، تتعارض مع كل المصالح الحقيقة لشعوب المنطقة، ومع المسار الموضوعي للتطور العالمي ومستقبله، وأن هذا الموقف لا يعني بحال من الأحوال صرف النظر عن ضرورة مواصلة النضال المرحلي في سبيل إلغاء التفرقة والتمييز الممارس بحق الكرد أياً كانت أماكن انتشارهم.
تلا ذلك شرح موجز من قبل الرفيق وجدي سليمان عن رؤية الحزب لحل القضية الكردية، ومن ثم فتح الباب لمداخلات الحضور وأسئلتهم، حيث أشارت بعض المداخلات على أنّ حزب الإرادة الشعبية يعتبر أول حزب وطني سوري ينظر إلى القضية الكردية كقضية وطنية، ويتبنى ضمن وثائقه الحزبية حلاً دمقراطياً عادلاً وجذرياً لهذه القضية، كما قدمت بعض المداخلات والملاحظات والاقتراحات حول الوثيقة المطروحة.
وفي الختام قدم الرفيقان وجدي سليمان ومسهوج خضر ردوداً على أسئلة الحضور وتوضيح بعضِ نقاط الالتباس التي أثيرت خلال النقاش.