صمت من أجل غزة
أنين محمود درويش
... في عدوان سابق
أنين محمود درويش
... في عدوان سابق
تذكّر جريدة «قاسيون» قرّاءها وجميع المهتمين بإعلانها عن إجراء مسابقة لاختيار أفضل كلمات أغنية وطنية..
«مشاغل رجل هادئ جداً» الكتاب الشّعري الأول للراحل بسّام حجّار، ليس مجرّد عنوان ديوان شعريّ وحسب، بل هو يافطة عريضة دالة على جوهر عالم أدبي، ومفتاح أساسيّ لقراءة تجربة هذا الشاعر الاستثنائي الذي رحل عن عالمنا بعد صراع مع السرطان، وهو في قمة عطائه الإبداعيّ، حيث أسس قصيدة صافية تماماً بحسه التراجيدي الخفّاق.
أنهى الطاهر وطار حياته بكتاب مثير للجدل، هو «قصيد في التذلل» ليس الكتاب سيرة ذاتية صريحة، وليس رواية، إنما هو بيان ساخط على حال المثقف وانزلاقه إلى أحضان السلطة.
لا أراكِ إلاّ وأسمعُ مقاماً. في وجهكِ الأسمرِ عودٌ وقانونٌ ونايٌّ ودفوفٌ، لا تجتمع كلّها إلا لتتعازفَ مكبوتات هذه الأرض المبتلاةِ بالحرمانِ.. على الخدِ الأيمنِ نام "الرست" بوداعةٍ، وعلى الأيسر تثاءبَ "البيات" بالعدوى. في الشفتينِ تخدّرَ "النهاوند" وبات يهذي. العينان الاحتفاء الكبير لـ"الصبا" بصباكِ الذي لا ينفذ. ما على الجبين هو "الحجاز" أكليلاً غيرَ مرئيٍّ إلاّ للسميعة. وفي الذقن التقى "العجم" و"الكرد" ولا يزالان يتحاوران... لهذا كلّه لا أراكِ وحسب، بل أسمعُ المقامات وأسلطن!!
صدرت عن «دار التكوين» الســوريّة، بدمشق، أربعةُ كتبٍ جديدة للشــاعر العراقي الكبير سعدي يوسف، وهي:
هو عنوان الدراسة الجديدة الصادرة عن دار التكوين للنشر في دمشق للكاتب أحمد دلباني. تتناول الدراسة بعض أعمال درويش التي اتضح فيها وعيه بموت السرديات الكبرى.
صدرت عن دار «الطليعة الجديدة» مجموعة للشاعر حمد مزهر بعنوان «لي.. كما هو لك» وقد ضمت قصائد نثرية متميزة يتماهى فيها العام مع الخاص مع الذاتي بصورة كبيرة، لكن دون أن يخل ذلك بالمستوى العالي لوفائها للجماليات الفنية خصوصاً لجهة الاهتمام بالمشهد بشفافية وحساسية خاصة. من المجموعة نقتطف: «أيقظني، على النافذة/ نقر خفيف/ فرع/ من ياسمينة الجيران/ يداعب قلبي/ بلى../ بلى../ ثمة طيف أخضر/ في هذا الكون/ غير المعدني الذي يملؤنا».
أبي يعقد قرانه على الريح، وكانت الريح تصطاد أبي في ذاكرته ومخيلته الخصبة، وكان كلما حملنا إلى السهل نحن أولاده، أخذنا فؤوسنا المسننة جيداً لنحتطب الشوك هناك في السهل الذي أيضاً لعبت به الريح وفعلت فعلتها به، إلا أننا لم نكن إلا راضين ومطمئنين إلا أن أباً مثل أبي بجرأته ووحشيته في الحب، سيقودنا أبداً إلى الكلام السعيد في الحكاية غير المنتهية، بصراحة لا أشك مطلقاً أن الكلام هنا الآن، في هذه اللحظة العصيبة من تاريخي الشخصي الهش، يختلف عن مجرى الحكاية والسرد الذي بنيت عليه، مثلا لم ينتصر الخروف على الذئب، والذئب لم يرحم الخروف، عندما مثل بجسده الغض، والرجل الذي التقى أبي ورأى شحوب وجهي ، وتغضن كفي من عمل أزاوله فنصحه أن عد به إلى البيت، لا حيلة لهذا الفتى مع الريح وسهلها، كان الرجل أيضا يصطحب ابنه إلى حيث أنا ذاهب وكان أبي أعلم بذلك مني، وكنت أفرح إذ أتوهم أن الشمس هناك أجمل، وان أصدقائي كثر وينتظرون بكل مايحملون من ضغينة تجاه آبائهم القساة، الموت هنا مجازي، رجل هو في حياتك، وامرأة تواطأت معه، وإخوة يشبهون إخوة يوسف لكنك لست يوسف لترأف بهم، وأبوك ليس يعقوب ليشفع لهم عند يوسف بن يعقوب ولده وهو أعمى الآن ويتحسس عطر ابنه النبي، أحمل فأسي وأهوي بها على شجيرة الشوك التي تعلمت قتلها، فأرى الدم ينز منها، وأهوي ثانية لأرى تدفق اللحم السائل أمامي فلا أسأل، وهل علي أن أسأل كلما قتلت أحدها، علمني أن أفعل، والعادة أني أثق بكل مايقوله هذا الرجل الذي تربطني به علاقة بيولوجية، ومن عادتي أن أتشبه بالأنبياء ليس تديناً وإنما حملاً لصخرة ينوء ظهري بحملها، فلا أجد فكاكا، من أن أعزي نفسي بهم، وأعود إليهم كلما ضاقت الدائرة، حتى أني صرت أصلي صلوات مختلفة، وكثيراً ما يتهيأ لي أن بعض البشر الذين أراهم ماهم إلا ملائكة، وربما قلت في سري هي المكافأة، وهي اليد ترعاك، ولن تموت وأن تسارعت نبضات قلبك واصفرت الحياة من حولك، متحولة إلى الكابي اللون الذي طالما يتحدث عنه من يزعمون أنهم اقتربوا من وحش ضبابي لايمكن قهره،
«كنت أبحثُ عن رجل يشبهني
وحين وجدته
أدركت مدى بشاعتي»..