فنانو تونس يتحدّثون أخيراً.. فمن يصدّق؟
خرج عدد من الفنانين التونسيين من صمتهم، وليتهم ظلّوا فيه، ليعبروا عن سعادتهم بانتهاء «الأزمة السياسية» في بلادهم بخروج زين العابدين بن علي وإعلان تولي رئيس مجلس النواب محمد فؤاد المبزّع الرئاسة مؤقتاًً. الخبر الذي تناقلته وكالات الأنباء يفيد بأن هؤلاء الفنانين لا يتغيّرون، لأن مصالحهم الشخصية أعلى من المصالح الوطنية، والتصريحات التي صدرت عن بعضهم تؤكد بأنهم يقفون في منطقة بين الشعب والسلطة رغبةً في كسب الطرفين، وهي لعبة لا أخلاقية على الإطلاق، وما يثبت هذا هو إصرار الجميع على تبرئة الذات مما يعرف بـ«وثيقة العار»، وهي ورقة وقعتها شخصيات تونس البارزة «راجية» الرئيس، وقتها، بالترشح لولاية جديدة..
الممثلة هند صبري كانت الأسرع تعبيراً عن رأيها في موقفها تجاه ما يجري في بلادها عبر رسالة بثتها على موقع «فيس بوك»، حيث توضح أنها تعرضت للترهيب من الطرابلسية، عائلة زوجة الرئيس المخلوع، إذ قام بلحسن شقيقها بوضع اسمها على بيان لمطالبة بن علي بترشيح نفسه لرئاسة خامسة، وكان قد اتصل بها هاتفيا ليعلمها بأنه فعل ذلك، وأنه ليس من حقها الاعتراض. تقول الرسالة: «أشعر بخيبة أمل لأنني كنت جبانة فلم أقل لا.. أنا ضد ولاية خامسة.. كفى.. ففي ذلك اليوم فقدت احترامي لنفسي كفنانة باعتباري امرأة قانون خانت الدستور».
أما المطربة لطيفة لم تظهر بشكل معلن منذ تفجر الأحداث لكن موقعها الإلكتروني الرسمي أورد عنها جملة واحدة مقتضبة نصها: «تونس في القلب.. ربي يحمي تونس وأهلها».
وقال المطرب لطفي بوشناق، لقناة الجزيرة الفضائية، إن تونس دخلت التاريخ من باب كبير وسجلت اسمها بالذهب في تاريخ الإنسانية، وهو إنجاز كبير نعتز به ودعا الشعب التونسي للمحافظة على هذه الصورة التي كلفت دماء وأرواحاً.
وأوضح بوشناق حول العريضة المذكورة: «لا تحاسبوني إلا على الكلام الذي قلته بلساني ولم أوقع أبداً على شيء، ولا أعتقد أن الأمين العام الأسبق للجامعة العربية الشاذلي القليبي وقّع عليها، ولم أصرح بهذا الكلام ولم أوقع ورقة بهذا المعنى وإنما من فعلها أحد مسؤولي وزارة الداخلية». وأضاف: «جميعنا أجبر على هذا حتى الأئمة على المنابر أجبروا على الدعوة لابن علي، ولم يكن أحد يستطيع أن يرفض، أو يعترض»..
لن يكون مستغرباً بعد الآن، بوجود نخبٍ انتهازيةٍ ومتقلّبةٍ كهذه، ألاّ تحقّق الثّورة كل أهدافها!!