عرض العناصر حسب علامة : تونس

شمس الحرية تشرق من الغرب

الديمقراطية: مصطلح غير عربي ينطوي على مضامين عديدة, تدور بمجملها حول الحرية والتعددية, اللتين هما سمتان مغيبتان عن معظم شعوب المنطقة, كونها ترزح تحت حكم الأنظمة الدكتاتورية في غالب الأصقاع العربية, وهذا ما دفع الغرب الأجنبي إلى تعبئة قواته ومعداته تحت مظلة هذا المصطلح– أي الديمقراطية- وإرسالهم إلى بقاع عديدة تعاني من نقص في التطبيق الفعلي لهذه المصطلحات على أرض الواقع.

انتفاضة الشعب التونسي.. إلى الأمام

انتفض الشعب التونسي وثار ضد نظام الحكم الرأسمالي التابع العميل. وأثبت الثوار رغم أقصى درجات القمع الوحشي الدموي الذي مارسته قوات الأمن الجرارة، وسقوط عدد كبير من الشهداء أنه ليس بالأمن وحده  يمكن أن تعيش مثل هذه النظم المستبدة، وأن الصمود وبسالة المواجهة تحقق نتائجها في النهاية، رغم الأخطار الماثلة، ومحاولات الاحتواء التي تقوم بها قوى النظام التي ما زالت تعشش في تونس، وسادتهم الامبرياليين وفي مقدمتهم الفرنسيون والأمريكيون، وعمليات العنف التي تقوم بها عصاباتهم لاجهاض الانتفاضة الثورية قبل اتمام مهامها.

بصدد انتفاضة الشعب التونسي الباسلة

انتفض شعب تونس، وتمكن من الصمود أمام آلة القمع الحكومية. تساقط الشهداء، وسالت الدماء، إلى أن هرب الطاغية. هذا هو ثمن الحرية التي لا تأتي بالتوسلات والتشكي.

أعطى شعب تونس نموذجاً عملياً لكيفية مواجهة الطغاة، يستحق تحية اجلال وتقدير، وتضامناً صادقاً ومطلقاً.

كان أهم ما كشفت عنه الانتفاضة هو أن النخبة السياسية المعارضة كانت في غالبيتها جزءاً من النظام الحاكم، ومجرد ديكور لما يروج له الغرب الامبريالي تحت ما يسمى تعددية حزبية لا تمثل خطراً على النظام الاجتماعي. لذلك فقد تجاوزتها الجماهير، وظلت هذه الأحزاب في غيبوبتها حتى هروب الطاغية.

سلطة رام الله المحتلة والزلزال التونسي... مقــاربة أوليــة

جاء التحرك العفوي للشعب التونسي، مفاجئاً للغالبية العظمى من الأنظمة والشعوب. أنظمة الغرب الاستعماري، التي ساهمت بعملية خداع طويلة عبر ماكينة إعلامية هائلة، على التسويق والإشادة بالنموذج التونسي للتنمية والحداثة، كانت قد لعبت دوراً أساسياً في التعتيم على حكم الاستبداد، والمافيا العائلية، والتهميش لملايين المواطنين. حكومات النفاق الغربي صمتت على مدى ثلاثة أسابيع، لكنها انتصرت في النهاية لمصالحها، وتخلت عن وكلائها الرسميين، في محاولة مكشوفة لركوب موجة التغيير. أما غالبية الحكومات العربية، فقد تابعت الحدث بقلق «مشروع» على كياناتها المتماهية مع حكومات تونس المتعاقبة على مدى ربع قرن، مبدية، تارة تفهمها للإرادة الشعبية بعد فرار الرئيس المخلوع، ومعلنة، بشكل موارب، خوفها على الاستقرار وأمن المواطنين! وفي كلتا الحالتين كانت شوارع العديد من المدن العربية تموج بالتحركات العفوية المؤيدة للانتفاضة التونسية، بل تعدى ذلك التأييد، لمحاولة تعميم نموذج الشهيد «محمد البوعزيزي» في حرق جسده، على بعض ساحات العواصم والمدن، على أمل أن تحرق نيران الأجساد الجديدة، هشيم البؤس والاضطهاد الممتد على مساحات واسعة من الوطن العربي.

من بوعزيزي تونس إلى علياء مصر

البارحة بينما كُنت أتابع مشروع كورال على صفحةِ الفيس بوك، بعد أن صار لهم صفحة خاصة بهم ينشرون من خلالها أعمالهم، ويستقطبون من خلالها الأصدقاء كتبتُ تعليقاً على أغنية «إيه العبارة - مشروع كورال» أقول: «رائعون بلطجية العصر الجديد، إنهم يمارسون بلطجتهم على كُل ما هو ثابت حتى الموسيقا، يصنعون عصراً خاصاً بهم، دونَ أي تردد أو خجل، فقطلأنهم يؤمنون بأنه من الشرعي أن يكون لقدَمِهِم أثر في التاريخ.. إنه عصرنا»، وكُنتُ أقصد العبارة حرفاً حرفاً، لأن هُناكَ تمرداً عربياً شبابياً يشبه الإعصار؛ هناك صراعٌ دائرٌ الآن بينَ القديم والجديد بطريقةٍ ربما تكون الأخطر على مرّ التاريخ العربي، وهذا هو السبب الذي قطعَ سهرتي الجميلة الآن، لأختلي وأكتب هذه الكلمات، وهو السبب نفسه أيضاً الذي دفعَ بعضالشباب -هواة المونتاج- أن يحولوا كلمات القذافي في خطابهِ الشهير بعد الثورة وهو يهدد أبناء شعبه لأغنية نتناقلها فيما بيننا، كنوعٍ من الاستهزاء والسخرية، ولكي يُظهر الشباب للعالم أجمع أنهم ليسوا في «زنقةٍ» من أمرهم.

 

شكراً... راشد الغنوشي

سوف يكون ضرورياً توجيه الشكر لزعيم حزب النهضة التونسي، راشد الغنوشي، على التصريحات التي أدلى بها، والمواقف التي أعلنها، في «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى». ذلك أنها ببساطة، تضع العرب عامة والفلسطينيين على وجه الخصوص، في مواجهة وقائع جلية، وتخلصهم من التنقيب في المواقف، والغوص في التأويلات. ومن البقاء في حالة الانتظارالقائمة، والترويج إلى أن «الربيع العربي» سوف ينهمر «شتاءً مباركاً» في فلسطين.

المنتصرون في الاقتراع والمنتصرون في الثورة

على أعتاب عام من انطلاق موسم «الثورة» في الوطن العربي، من بوابته التونسية المُرْهِصة والمُلْهِمة، وبعد بدايةِ تبينِ ملامح النظام السياسي القادم في بلدانٍ ثلاثة جرت فيها انتخابات حرّة، عقب ثورتين وحركةٍ احتجاجية (تونس، مصر، المغرب)، ثم تبينِها في بلدين يعيشان لحظة ما بعد الثورة وما قبل الانتخابات (ليبيا، اليمن). . . يمكن القطع بأن ملايين الشباب الذين نزلوا إلى الشوارع والساحات العامة والميادين في أحدَ عشرَ بلداً عربياً  في العام 2011  فأسقطوا، حتى الآن، ثلاثة أنظمة، واحتال الرابع عليهم، وامتنع عليهم الخامس، وتجاوب معهم السادس، لم يكونوا ليتوقعوا أن تنتهيَ بهم «ثوْراتُهم» إلى هذا الحصاد السياسيّ المتواضع، بل الهزيل، الذي يرونه أمامهم وقائعَ متلاحقة لمشهد سورياليّ فجائعيّ! كأن الذي جرى ويجري الآن، في نهاية العام 2011 لم تبدأ مقدماتُه قبل سنة، ولم يكونوا هُمْ صُنّاع تلك المقدمات، وما أعقبها ونَجَم عنها من فصول، ولا كانت أهدافُها أعلى سقفاً وأبعد مدىً ممّا عنه تمخّضت الآن: في يومِ الناسِ هذا.

مليون ونصف تونسي: ضد الاغتيال.. مع اليسار

«الجنازة التاريخية»... هكذا أرادها مشيعو الشهيد «شكري بلعيد» وهكذا كانت، فبمشاركة قرابة المليون وأربعمئة ألف شخص _وفق تقديرات الداخلية التونسية_ تكون أضخم وأهم جنازة تشهدها تونس منذ جنازة الشهيد الوطني «فرحات حشاد» عام 1952.

«شكري بلعيد»

الشهيد «شكري بلعيد» أحد أبرز القيادات اليسارية على الساحة التونسية، ولد وعاش في ضاحية شعبية فقيرة قريباً من وسط العاصمة «جبل جلود» و انخرط مبكراً في العمل السياسي «السري» مع واحدة من أشهر فصائل اليسار التونسي «الوطنيون الديموقراطيون».