قرية سمريان مياهها ملوثة
اشتكى عدد من أهالي قرية سمريان في محافظة طرطوس، من تلوث مياه الشرب فيها منذ فترة طويلة.
اشتكى عدد من أهالي قرية سمريان في محافظة طرطوس، من تلوث مياه الشرب فيها منذ فترة طويلة.
عند سفرك من دير الزور إلى البوكمال ليلاً، أو بالعكس، تتفاجأ بتلك المساكن والأبنية المنتشرة على طرفي الطريق بطول 130 كم، والمحاطة من كل الاتجاهات بالمصابيح الكهربائية المنارة، حتى يخيل لك أنها تجمع سكني كبير يضاهي مدينة دمشق أو المدن السورية الكبرى الأخرى، وكأن استجرار الكهرباء بات مجانياً، وفي الوقت نفسه نجد أصحاب هذه المنازل يتضورون جوعاً، ويثورون ويغضبون عند صدور فواتير الكهرباء، ويشكون من المبالغ المستحقة عليهم.
الحرائق.. والرقة!! نعم.. وهذا ليس عنواناً لفيلم خيالي، بل هو تعبير مكثّف عن واقع مؤلم يتمُّ ليس بفعل (مجهول مفترض) كحرائق الغابات في الكفرون ومشتى الحلو وغيرهما من مناطق الجبال الساحلية المشهورة بغاباتها، وإنما بفعل الأهالي من الفلاحين أنفسهم، حرائق تذكرنا بالحرق المتعمد الذي قام به نيرون لمدينة روما، أو تجعلنا نظن أنفسنا في أجواء معركة حامية الوطيس!؟
* يتم يومياً إعادة تدوير الفوارغ البلاستيكية الملقاة في القمامة، ليس بطريقة منظمة أي حكومياً ، بل أهلياً، عن طريق نابشي القمامة الذين يستخلصون هذه الفوارغ (البلاستيكية والمعدنية وغيره) ويبيعونها للتجار المتخصصين بجمعها وبيعها، ومن المتوقع في خلال الأربعين عاماً القادمة أن نتوصل إلى العملية الجارية حالياً في بلدان أخرى (من هذا العالم) أي فرز القمامة مما سيحمي أطفالنا وشبابنا من كثير من الأمراض الناتجة عن مثل هذا العمل.
لم تعد المميتات الكلاسيكية كالفقر والجوع والجفاف والتصحر.. وغيرها.. هي الوحيدة التي تهدد حياة المواطنين ووجودهم في المنطقة الشرقية عموماً، ومنها دير الزور، وإنما أصبح التلوث بأنواعه ومصادره ومسبباته ركناً أساسياً في ذلك. وإذا كانت الطبيعة لها قوانينها الخاصة الناظمة لتغيراتها وتحولاتها بسبب ماهيتها التكوينية.. وبالتالي لا نستطيع منعها أو التداخل عليها بسبب قصور معارفنا وتخلف واقعنا، لكن يمكننا أن نفعل الكثير للتخفيف من أضرارها، إذا ما لجمنا التلوث الناجم عن فعل الإنسان عندنا عبر منع التهاون بهذا الشأن ومحاسبة المسؤولين عنه والمهملين والمقصرين في تلافيه حفاظاً على صحة أبناء الوطن، فهم أثمن من أي ربح أو استثمار..!!
إن الحالة الصحية السليمة للمواطنين عنوان هام من عناوين الحضارة والتطور، وهو مظهر من مظاهر اهتمام الحكومة والسلطات المعنية بالجانب الصحي والخدمي للمواطن، وإن الإهمال في هذه الناحية قد يؤدي إلى أمراضٍ وأوبئة خطيرة تهدد حياة المواطنين.
(... أوصى المؤتمر العربي الدولي الأول حول التنمية العمرانية المستدامة في المدن السورية في ختام أعماله بدمشق، بتقوية آليات التواصل في التخطيط العمراني والإقليمي والوطني، والتغذية الراجعة، وبالاتجاهين، بين مستويات التخطيط المختلفة، وتبني تشريع التخطيط الإقليمي، والبدء بوضع المخططات الإقليمية بشكل تشاركي، وتحديث الإطار القانوني الحالي الخاص بالتخطيط العمراني، وصولاً إلى مخططات عمرانية مرنة، مبنية على الحاجات، وبالتماشي مع رؤية إستراتيجية محلية واقعية، وخطة تنفيذ واضحة.. ودعت التوصيات إلى اعتماد مقترح الأسس التخطيطية الجديد وتحديثها، ومواءمتها مع متطلبات التنمية بشكل دوري، وتطوير إدارة المرور والنقل من خلال مخططات توجيهية مرورية تتناسب مع الواقع التنظيمي للمدن والرؤية المستقبلية لها، وتؤمن حماية البيئة وتلبية احتياجات السكان. وتناولت التوصيات الخدمات المقدمة في المدن، حيث دعت إلى الاستمرار بخطوات تبسيط الإجراءات، والتفويض بالصلاحيات من المركز إلى الوحدات الإدارية المحلية، واعتماد آليات التوثيق الجغرافية الرقمية كأساس للتخطيط، ولإدارة وتوثيق البنى التحتية لتسهيل عمليات الكشف والصيانة، وتنسيقها بين الجهات المختلفة، إضافة إلى تشجيع انتشار أسلوب النافذة الواحدة في مجال تقديم الخدمات العامة في المدن، وإيجاد مراكز خدمية لدعم البلديات كاتحادات البلديات، مع وجود كادر فني مناسب).
وصلت إلى قاسيون شكاوى متعددة من أهالي دير الزور عن مخالفات وإهمال وتعد على القانون والبيئة، على الأحياء وحتى على الأموات ومنها الشكاوى التالية:
في المدينة: يبدو أن القانون مطاط يمكن مده على قياس هذا المسؤول أو ذاك أو على هذا المتنفذ أو ذاك، ولا يطبق إلا على المواطن المعتر فيحاسب ويعاقب..؟
يواجه الشعب السوري اليوم تحدياً استراتيجياً خطيراً، يتجدد ويكبر على مر السنوات، ويتمثل في الندرة أو النقص الحاد في مياه الشرب، ومن كان لا يعاني اليوم من نقص المياه سيعاني منه قريباً بالتأكيد، فقد بينت دراسة معدل الموارد المائية المتجددة السطحية والجوفية في الأحواض المائية في سورية، والتي تقدر بحوالي عشرة مليارات متر مكعب سنوياً، وفي ضوء الاستخدامات الحالية للمياه التي تغيب عنها برامج التطوير والتحديث والبحث عن مصادر بديلة، أن سورية تعاني من عجز مائي كبير، وخاصة في أحواض أساسية مثل بردى والأعوج واليرموك والخابور.
عندما يستيقظ أي مواطن من أهالي محافظة ديرالزور، أول سؤال يتبادر إلى ذهنه ويوجهه لمن استيقظ قبله قبل أن يلقي تحية الصباح: هل الجو مغبر؟ أو هل هناك عجاج؟!